لكل السوريين

محمد علي: “هدف تركيا الرئيسي خلق صراع مستدام بين السوريين، ويجب التدارك لهذه المخاطر”

حاوره/ أحمد سلامة 

أكد محمد علي حمي عضو العلاقات لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية، بأن الهجمات التركية على مناطق شمال شرق سورية ليست بمحل الصدفة إنما هي سلسلة متواصلة منذ سنوات من عمر الأزمة السورية، وخاصة بعد إنهاء وجود داعش على الشريط الحدودي.

ويضيف حمي أن “الحقيقة التي علينا أن نتداركها أن هذه المناطق عندما كانت بيد داعش لم تتعرض لأي هجمات من قبل تركيا، ولم تراها يوما أنها خطر على الأمن القومي التركي، لذلك الهجمات المتواصلة لدولة الاحتلال التركي على مناطق شمال شرق سورية، هي دليل فشل سياساتها الداخلية والخارجية، ولم تلقى الحجج للتدخل المباشر، وخاصة أن قوات سورية الديمقراطية وعلى مدى وجودها على الحدود، لم تقم بأي أفعال أو هجمات من شأنها تهديد أمن الدولة التركية”.

وأوضح محمد علي حمي مسؤول العلاقات لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية، من خلال حوارا لصحيفتنا، أن السياسة التركية تعتمد على تهجير وترهيب السكان، وخلق نوع من الفوضى والبلبلة في الداخل السوري وخاصة مناطق شمال شرق سورية، وقد جاء نص الحوار كما يلي:

ـ لماذا تل رفعت؟

تركيا دولة عنصرية بامتياز، ومنطقة تل رفعت هي منطقة مهمة جدا وهي تعتبر رابطا اقتصاديا، ودائما ما تسعى دولة الاحتلال  لخلق صراع بين اللاجئين السوريين، بل هي تخلق كل الصراعات لصالح سياساتها في المنطقة، حتى تستخدم هذه أقبح الأفعال من تهجير وقتل بالمسيرات وخلق بلبلة داخلية لتحقيق أهدافها، ودولة الاحتلال التركي لا تسمح لأحد أن يمارس حياته الطبيعية، فهي تخلق الصراع من أجل غاياتها، وهذه السياسة التي تعتمدها دولة الاحتلال التركي لخلق جو من الفتن والقلق والرعب داخل مناطق شمال شرق سورية، وبذلك تنقل أزمتها الداخلية ومشاكلها في الداخل وتصدرها إلى الدول المجاورة وفي مقدمتها سورية.

ـ ما علاقة الحملة التركية الأخيرة بالانتخابات والداخل التركي؟

هذه السياسة التي تنهجها تركيا، هي خلق صراعات بين المكونات السورية سواء كانت في مناطق شمال شرق سورية أو في مناطق سورية عموما، والأن تركيا تختار وتعتمد على الفوضى وتنقل فوضى بالأصل موجودة بالداخل لديها ، تركيا دولة هشة وتعتمد دائما على تصدير أزمتها الداخلية للخارج، ونحن نحمل المجتمع الدولي هذه السياسة وتقدم أرد وغان باتجاه مناطقنا، وذلك تغطية لجرائمه في بقاع الأرض كافة من ليبيا إلى أرمينيا ومناطق أخرى، فالمجتمع الدولي يعطي تركيا ضوء أخضر من خلال هذا الصمت عن تلك الجرائم والفوضى التي يخلقها، وخاصة بحق اللاجئين السوريين بالداخل التركي وأيضا في خارج تركيا.

ـ من الملاحظ زيادة الهجمات العنصرية ضد السورين في تركيا؟

طبعا تركيا في البداية استخدمت كافة الفصائل لخدمة مصالحها العثمانية في المنطقة، وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين لتمرير هذا المشروع الذي يخدم المصلحة التركية، وتغيير ديمغرافي في سورية بشكل عام وشمال شرق سورية بشكل خاص، وتركيا همها الوحيد القضاء على كل من يعكر صفو هذه السياسة الاستيطانية لها من كرد وعرب وأرمن وأشور، فكل من يقف بوجه هذه السياسة هو عدو لتركيا، ودائما تتهم أكراد سورية ومشروع الأمة الديمقراطية في مناطق شمال شرق سورية، لما يسب لهم من أرق وخوف لأنهم معادون للديمقراطية والمساواة والعدل والعيش ضمن أمة ديمقراطية.

ـ هل هذه الهجمات طريقة غير مباشرة لعودة اللاجئين وتوظيفهم ضمن الأراضي المحتلة لكسب شرعية لوجود قوات الاحتلال وتغير ديموغرافية المنطقة؟

تركيا كما قلنا عنصرية وتضييق على السوريين أينما وجدوا، وتركيا تدرك مهما طال عمر الصراع في سورية، لابد من عودة السوريين إلى طاولة الحوار، وبناء سورية المستقبل سورية الديمقراطية لكل السورين، دولة الاحتلال تحاول تخلق البلبلة بين السوريين بإلية عنصرية لأنها دولة عنصرية، فدولة الاحتلال تخلق الفوضى بين أي مكون حتى هي إذ خرجت إلى مكان أخر في العالم تحاول أن تخلق بلبلة بين مكونات المجتمع الواحد.

ـ كيف يمكن أن يعول على الضامن الروسي في وقف أردوغان عن خطته؟

روسيا هي دولة غير ضامنة، حتى غير ضامنة لمصالح شعبها كما رأينا بالحرب الأوكرانية الأخيرة، روسيا فرضت على شمال شرق سورية فرض، إلا أن روسيا دولة غير ضامنة ونحن في مناطقنا لا نعول على سياسة روسيا في المنطقة، نعم كل الدول تخدم مصالحها لكن روسيا تعمل في إطارات لا أخلاقية، وتجربتنا نحن كسوريين مع روسيا ليست كضامنة ولكن قد يكون لديها موقف كون هي دولة ذات سيادة ونفوذ في هذه المناطق أيضا بجانب أمريكيا.

ـ كيف يمكن للمكونات في الإدارة الذاتية أن تقف على مسؤولياتها لصد الهجوم التركي سواء بالجبهة الداخلية أو خط النار؟

على كافة المكونات الموجودة بشمال شرق سورية بحشد طاقاتها ضد تصرفات تركيا، وممارساتها العدائية ضد كل السوريين وخاصة في شمال شرق سورية، والحشد هذا لا يتطلب أن يكون من الداخل فقط، بل مطلوب أيضا في الخارج في الدول الأوربية التي تعتبر مؤثرة على العنصرية التركية والسياسة التركية، نحن بحاجة لحشد طاقات كبيرة لنقف بوجه الاعتداء التركي على شمال شرق سورية، جميع المكونات الموجودة في سورية كافة يجب أن تقف بوجه هذه الهجمات، فكل السورين يجب أن يدركوا هذا الخطر التركي على سورية كافة، فالمطامع التركية ليست فقط على شمال شرق سورية أو مناطق في شمال سورية، على العكس فالخطر يهدد كافة المناطق السورية ولا أبالغ حينما أقول أنه يهدد الشرق الأوسط بالكامل.

ـ ما الرسالة التي يجب أن توجه للإدارة الذاتية من ضرورة الاهتمام أكثر بالقطاعات الخدمية الأساسية لقطع الطريق على الألة الإعلامية التركية التي تحاول تشويه الحقائق واللعب على السلبيات؟

الجانب الخدمي لا يقل أهمية عن الجانب السياسي، فهو مهم وعلى الإدارة الذاتية أن تقدم خدمات كافية وتهتم برغيف الخبز والمحروقات ومستلزمات القاطنين في مناطق الإدارة في شمال شرق سورية، وهذه الحقيقة يجب أن ندركه فنحن نعرف أن هناك حرب إعلامية واسعة وكبيرة وتستخدم ضدنا كل الجبهات، ولكن أيضا من المفروض من الإدارة الذاتية أن تقوم بواجبها اتجاه كافة المواطنين، وعليها أن تدعم كل ما هو موجود في هذه المنطقة إداريا ومعنويا وتشمل كل مفاصل الحياة الاجتماعية للسكان بمناطق شمال شرق سورية، فيجب أن ترتقي تصرفات الإداريين والمواطنين إلى مستوى المسؤولية، فهناك تصرفات لأشخاص في الإدارة الذاتية هي نعم تصرفات فردية ولكن تحسب على الإدارة الذاتية، فالمسؤولية تقع على الجميع لحماية ما حققناه من مكتسبات بعد انتصارنا على الإرهاب.

ـ رسالة توجهها لجميع مكونات مناطق شمال شرق سورية؟

على كافة المكونات الموجودة في شمال شرق سورية أن نكون متكاتفين ومتسامحين ومتوحدين، وأن نتجه باتجاه مصالحنا الاجتماعية، فيجب أن نبني علاقاتنا الاجتماعية لنصل إلى هدفنا المنشود بإنشاء مشروع الأمة الديمقراطية، بحيث يضمن وحدة الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية، وبكل ثقافتنا يجب أن نوضح لبعضنا الثقافات الموجودة التي تعبر عن تماسكنا الداخلي، ومن خلال العلاقات التاريخية الموجودة بين المكونات في تلك المناطق وأن لا نسمح لأحد أن يشق هذا الصف ودخوله إلى العمق وخلق فوضى داخلية، ودائما وأبدا نعول على الشارع السوري بشكل عام والمكونات في مناطق شمال شرق سورية، فكل السوريين يجب أن يتوحدوا ضمن الخط المطلوب في اتجاه الديمقراطية، والتي تخدم جميع مكونات الشعب في كل مكان في سورية، ونحن نخص بالذكر مناطق شمال شرق سورية، معنيين بالدفاع عن مناطقنا ومكتسباتنا عسكريا ومدنيين وشيوخ العشائر وكافة مكونات الإدارة الذاتية نحو ديمقراطية تعددية لامركزية.