تنفيذا لقرار سابق، وتطبيقا للمبادئ الإنسانية.. “إدارة الإقليم” تؤكد تسهيل عودة طوعية لقاطني مخيم الهول
تقرير/ أحمد الحمود
أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا عن بدء تنفيذ قرارًا يسمح بعودة السوريين القاطنين في مخيم الهول إلى مناطقهم الأصلية، بعد سقوط نظام الأسد، حيث كانت هذه العوائل تتخوف من العودة بسبب وجود النظام، ويأتي هذا القرار في ظل تحذيرات متزايدة من استمرار تهديدات مرتزقة تنظيم داعش.
وفي حديث خاص لصحيفة “السوري”، أكد شيخموس أحمد، الرئيس المشارك لمكتب شؤون اللاجئين والنازحين في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، أن سوريا دخلت مرحلة جديدة بعد سقوط النظام البعثي، إلا أن تداعيات المرحلة السابقة لا تزال تلقي بظلالها على الواقع الإنساني والأمني في شمال وشرق سوريا.
وأشار أحمد إلى أن “تنظيم داعش استغل الفوضى التي أعقبت سقوط النظام البعثي واستيلائه على أسلحة متطورة من الثكنات العسكرية، مما يزيد من المخاوف من عودة نشاطه، خاصة في مخيم الهول ومراكز الإصلاح (السجون)”.
وانطلاقًا من المبادئ الإنسانية والأخلاقية، جددت الإدارة الذاتية القرار الذي أصدرته بتاريخ 5 تشرين الأول 2020، والذي ينص على إفساح المجال للعودة الطوعية للعوائل السورية القاطنة في مخيم الهول إلى مناطق سكناهم الأصلية، وأوضح أحمد أن هذا القرار يأتي بعد زوال المخاوف الأمنية التي كانت تمنع العائلات من العودة بسبب وجود النظام البعثي سابقًا.
وأضاف أن الإدارة الذاتية ستعمل على تسهيل عملية خروج العوائل الراغبة بالعودة، وتقديم الدعم اللازم لضمان رحلات آمنة لهم. ويبلغ عدد السوريين المقيمين في مخيم الهول حوالي 16 ألف شخص.
وفي السياق ذاته، أصدرت هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية بيانًا بتاريخ 23 كانون الثاني 2025، أكدت فيه أن ملف النازحين يشكل عبئًا إنسانيًا كبيرًا، وأن الظروف باتت مواتية الآن لمعالجة هذا الملف بشكل جذري.
وجاء في نص البيان: “مع سقوط نظام الأسد، دخلت البلاد مرحلة جديدة تتيح الفرصة أمام النازحين للعودة إلى مناطقهم الأصلية بأمان، كما نُعلن عن إفساح المجال للعوائل السورية المقيمة في مخيم الهول للعودة الطوعية إلى ديارهم، مع تقديم كافة التسهيلات اللازمة لتأمين عودتهم.”
كما شدد البيان على ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية موقفًا جديًا لتقديم الدعم للعوائل النازحة، ليس فقط في مخيم الهول، بل أيضًا في مخيمات العريشة، المحمودلي، طويحينة، وأبو خشب، من السوريين الذين نزحوا إلى شمال وشرق سوريا بسبب الحرب.
كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان عودة المهجرين من عفرين، رأس العين، وتل أبيض إلى مناطقهم الأصلية بأمان، مع توفير ضمانات دولية تحميهم من أي انتهاكات، وأكدت الإدارة الذاتية التزامها بمواصلة العمل على هذا الملف الحساس، انطلاقًا من مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية.
وأكد شيخموس أحمد في ختام حديثه لـ”السوري”: “إننا في الإدارة الذاتية لا نزال مستمرين في تحمل مسؤولياتنا الإنسانية والأخلاقية تجاه ملف النازحين واللاجئين، ونجدِّد تأكيدنا على حق العودة الطوعية والآمنة بضمانات دولية وأممية، مع توفير الحماية اللازمة لهم.”