لكل السوريين

بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ارتفاع معدل حالات الانتحار بإدلب

إدلب/ عباس إدلبي 

في الآونة الأخيرة أصبح الخبر عن حالة انتحار أمر شبه طبيعي، وقد لا يمر يوم أو يومين إلا ونقرأ أو نشاهد على المواقع الاخبارية خبر عن حالة انتحار جديدة.

وخلال العشر الأوائل من الشهر الحالي تم تسجيل سبعة حالات انتحار في إدلب وأريافها، ما جعل الوضع فيها يخرج عن السيطرة بالنسبة للكثير من العوائل.

ويعود السبب الرئيسي لظهور تلك الظاهرة وانتشارها بكثرة للوضع الاقتصادي المتردي، الذي يعيشه أهالي إدلب، والذي تعد الليرة التركية المفروضة على الشمال الغربي في سوريا سببا رئيسيا في ذلك، حيث أن السياسات الخارجية التي تتبعها دولة الاحتلال التركي ساهم بتدهور العملة التركية، والتي انعكست على إدلب أيضا.

ويتضح للمشاهد أن الآلاف من الفئات الشابة باتوا في مرحلة عاطلين عن العمل، ومئات العائلات تئن جوعا بسبب عدم قدرتها عن إكفاء أسرهم من طعام وشراب.

وبالعودة لأسباب ارتفاع معدل الوفيات انتحارا، التقينا مع فائق المحمد، أستاذ جامعي، ليشرح لنا الوضع المعاش في إدلب، ويحلل الأسباب التي دفعت البعض من الأفراد للتفكير في الانتحار.

ويقول فائق “وضع الشباب المزر الذي أوصلته الحرب الجائرة على عموم الشعب السوري، وإغلاق منافذ الأمل في وجه مستقبل الشباب دفع أغلب الشباب للهجرة خارج البلاد لتأمين مستقبلهم المفقود، رغم المخاطر المحدقة بهم أثناء عبور الحدود إلا أنهم آثروا الهرب”.

ويضيف “منهم من أصابته قناصة الجندرما، ومنهم من قضى نحبه وكتب له عمر جديد، ومن لم يحالفه الحظ بقي هنا ونتيجة تلك الضغوط النفسية المتراكمة لم يجد الشاب السوري سبيلا للخلاص من تلك الضغوط سوى الانتحار، وبحسب دواعي الانتحار التي جمعت من ذوي الضحايا كان أغلبها إما خسارة مال أو الفقر وقلة الحيلة”.

ويتابع “أغلب حالات الانتحار كانت من حظ شريحة الشباب الذين فقدوا مستقبلهم بسبب تلك الحرب الطويلة”.

ومن خلال إحصاء عدد حالات الانتحار في عموم شمال غرب سوريا، فقد سجل شهر حزيران الحالي سبع حالات خلال العشر الأوائل من هذا الشهر، وإذا ما قارنا هذه النتيجة فهي مرتفعة جدا مقارنة بالأشهر السابقة، والسبب يعود لعدة أسباب، وهي “الفقر، والبطالة، والنزوح، والحرب الجائرة التي تعانيها البلاد، والضغط النفسي للفئات الشابة على وجه التحديد”.