يعتبر المسرح واحد من أهم وأعرق الفنون الموجودة منذ ان عُرف الفن وحتى يومنا هذا، وتعود كلمة مسرح إلى أصل يوناني، إذ تطورت وأصبحت تأخذ دلالات مختلفة، ويمكننا أيضاً القول أن الفن المسرحي هو ذلك الفرع الفني المنبثق عن فنون الأداء والتمثيل، “حيث يتم تجسيد مجموعة من الأحداث المتسلسلة في قصة أو نص أدبي ما على مرأى من المشاهدين”.
هذه الأحداث المتسلسلة تبث مباشرة فوق “بوديوم” التي هي خشبة المسرح، حيث يتم الاستعانة بمجموعة مؤثرات صوتية وموسيقية والإيماءات والكلام في سبيل أضفاء طابع ثبات على النص وتصميمه، لكن هذا الفن ليس من أقدم أشكال الفنون التي مارسها الإنسان، والمسرح يعتبر أحد الفنون التي ظهرت في القرون الأولى، ولذلك تم تلقيب المسرح على أنه أبو الفنون، تاريخياً بدء الفن المسرحي على يد الاغريق وزمن الرومان وفي حضارات أخرى كبيرة، وكان هذا النوع من الفن مرتبط بشكل كبير بالطقوس الدينية آنذاك في الحضارة اليونانية.
هذا وقد تم التعرف على الفن المسرحي على أنه أحد أنواع الأدب الموضوعي حيث كانت بدايته مع الشعر وفي فترة القرن التاسع عشر ميلادي اختلف ذلك المفهوم، حيث تطور المسرح أكثر وصار لهذا الفن عدة محاور مهمة يرتكز عليها غير الكوميديا والتراجيديا.. في القرون الموغلة في القدم كان الفن المسرحي يعرف على أنه تلك العروض التي تُجرى في البلاد وأنه أيضاً تلك الاحتفالات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطقوس الدينية كما أسلفنا فيما سبق من كلام وذلك على مر العصور، حيث تم العثور على مخطوطات كانت معدة لأحد المسرحيات الدينية في مصر، والتي تم تدوينها في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، كانت هذه النسخة تركز على الإله “أوزوريس”.
ومن خلال الوثائق تم الوقوف على أن الدراما الاغريقية كانت في أصولها تشكل بعض المؤلفات المسرحية والتي كانت تمثل الاحتفالات وفق المعتقدات بالإله اليوناني “ديونسيوس”، أذ كان الناس آنذاك تضع الأقنعة على وجوههم، ثم بعد ذلك يبدؤن في الرقص والغناء كونها ذكرى مقدسة. وفي عام/535/ ق. م تم أول ظهور إلى التمثيل المسرحي. وخلاصة القول الدنيا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح.