لكل السوريين

التهديدات التي واجهها الإرث الثقافي والفكري في مدينة الرقة

الرقة/ أحمد سلامة

تعتبر الثقافة والنضج الثقافي من أهم عوامل تطور المجتمع، لذلك يقاس تقدم الشعوب على مدى نضجها المعرفي والفكري، والتراث الثقافي هو هوية كل مجتمع سكاني أو تجمع فئات معينة من البشر، ويعود هذا التراث إلى الأف السنين ولايزال بعضها شاهد على.

وتم اختيار مدينة الرقة من بين المدن التي تعرض فيه التراث الثقافي لأضرار كبيرة، فمنذ اندلاع الحرب في سورية عام 2011، تعرضت المعالم التاريخية في المدينة والمواقع الأثرية لتهديدا مختلفة، وخاصة في زمن احتلالها من قبل الدو أعش، فكان مستوى الضرر الذي لحق بالتراث الثقافي لا يقاس، فكانت تمارس أنواع مختلفة من الجرائم ضد المراكز الفكري والمواقع الأثرية، من سلب ونهب وتدمير، وتحطيم كل معالم الثقافة والحضارة في المدينة، التي كانت تضم العديد من الثقافات المختلفة.

مدينة الرقة هي من المدن السورية التي تقع على سرير نهر الفرات، وتضم العديد من الثقافات على مر العصور، ومع فقدان الحكومة السورية السيطرة على هذه المدينة في العام 2013، دمر الكثير من الصروح الثقافية، واندثرت الكثير من المعالم واحترقت الكثير من الكتب والمخطوطات التاريخية، وتعرضت الكثير من التحف للسلب والنهب والتدمير.

وتم نسف الكثير من هذه المعالم، ومنها المركز الثقافي لمدينة الرقة، الذي يعتبر من أهم الصروح الثقافية في الوطن العربي وليس على مستوى سورية فقط، وكان يضم الكثير من الكتب والمخطوطات التي تعرضت للحرق اثناء الأزمة السورية، ونهب وسلب الكثير منها أيضا.

وفي العام 2014 بدأت مرحلة جديدة من الدمار، والنهب والتخريب وتحطيم المعتقدات التقليدية، فقد تم تدمير عدد كبير من الضروح والمقدسات الدينية الاثرية، وفي مقدمتها مقام أويس القرني، وهو موقع مهم جدا وله أثر خاص للمسلمين في المدينة، وقد كان تحفة معمارية وتراثية جميلة.

إضافة إل الكثير من المواقع الأخرى مثل الجامع القديم وموقع الرصافة الاثرية، وتعد المدينة من أهم المدن السورية لما تضمه من تنوع ثقافي بين أطياف شعبها، وضمت الكثير من المكتبات القديمة التي تعد بحد ذاتها إرث ثقافي له طابع كبير في نفوس ساكنيها ومنها مكتبة” بؤر سعيد” في العام 1956.

والجدير بالذكر بأن مدينة الرقة كانت مصيف للخليفة هارون الرشيد لما لها من مكانة ثقافية في ذلك الوقت، وقد خرجت الكثير من الأدباء والمثقفين ولعل في مقدمتهم عبد السلام العجيلي، والذي يعتبر من أهم الادباء والمفكرين في على مستوى الوطن العربي، وخلدت مؤلفاته في العديد من المكتبات العربية.