لكل السوريين

نساء يواجهن صعوبة الحياة بعملهن على أرصفة الطرق

تقرير/ مطيعة الحبيب    

عمل المرأة بمفردها أو إلى جانب الرجل يساهم في تغير حالة الأسرة الاقتصادية نحو الأفضل، ويزيد من دخلها ودخل أبنائها كما أنه يساعد على توفير معيشة أفضل لهم، حيث أن أغلب النساء يجدن العمل بالنسبة لهن حياة كاملة يؤمن لهم حاجاتهم ومتطلباتهم الشخصية، كما أنه يجعلها معتمدة على نفسها ويجعل لها كيان وقوة وحضورا في جميع مجالات العمل وحتى لوكان العمل على أرصفة الأسواق.

ومن خلال جولة صحيفتنا في أسواق مدينة الرقة، والحديث مع نساء يعملن على بيع أشياء بسيطة على أرصفة المحلات لكسب قوتهم اليومي، وتحسين وضع الأسرة الاقتصادي، هذا ما قالته عزيزة الناجي، والتي تبلغ من العمر خمسون عاما من أهالي الرقة الريف الشرقي منطقة (الكرامة)، ومن خلال حديثها لسوري قالت: “منذ الصباح الباكر أذهب إلى السوق لبيع الجبنة والحليب لمحلات الباعة وأقبض ثمنها لشراء بضاعة أخرى”.

وتضيف “من ثم أذهب إلى سوق أخر يعملنا فيه بعض النساء على الأرصفة، حيث نقوم ببيع بعض من الأقمشة والهباري التراثية التي لا توجد في المحلات العامة، منها الجديد والمستعمل كما نقوم أيضا ببيع أشياء قديمة من صنع ايدينا كالكحل العربي وعلكة البطم والمعروفة لدى أغلب النساء باسم علكة (القرج)، والتي تستعمل غالبا كعلاج طبي للمعدة ولحالات إصابة العصب الخامس (الوتاب) أو ما يسمونه بالعامية (لقوا)، والتي تصيب النساء والرجال لكون تركيبة العلكة طبيعة وقاسية أيضا تعمل عند مضغها كمساج لتشنج العصب”.

وتتابع “نقوم ببيع الحناء التي لازال بعض النساء الكبيرات بالعمر، يرغبنا باستعمالها حيث أصبح الطلب عليها ضعيف من قبل بعض النساء والفتيات لتوفير الأصبغة الصناعية ذات الالوان المتنوعة، كما أقوم على بيع التوابل وبعض الأعشاب الطبية التي تساعد على تهدئة المغص”.

وأشارت قائلة “عملي يبدأ منذ الصباح وينتهي عند المساء منذ ما يقارب عشرون عاما وأن أمارس عملي هذا، بعد ما توفى زوجي بحادث تاركا لي خمسة أطفال، لم يكن بوسعي إلا العمل على الأرصفة وبيع بعض الحوائج القديمة، عملي على الأرصفة يغرز في نفسي ثقة كبير وصمود في مواجهة صعوبة الحياة، كما أنه يسهم أكثر في زيادة استقرار أسرتي وجعل حياتهم أكثر نظاما لأنني لست الوحيدة من النساء اللواتي يكافحنا من أجل لقمة العيش”.

وأكدت خديجة العلي من أهالي الرقة، 40 عاما، أنها ليس لديها أسرة، وهي تقطن مع عمتها في حي الدرعية جنوب مدينة الرقة بعد مقتل ذويها في المعارك التي دارت في المدينة، وهي تعمل بجانب عزيزة على الرصيف تقول: “وضعي المعيشي يختلف تمام عن باقي النساء اللواتي يعملن هنا، ليس لدي معين أقوم ببيع بعض الحوائج الخاصة بالنساء أضافة إلى بيع المنظفات وبعض السكاكر والحلوى التي أقوم بشرائها من المحلات وتقسيمها بأكياس صغيرة وعرضها بأسعار بسيطة تجذب المارة على شرائها”.

وتكمل “عملي هذا يتطلب مني جهد ووقت طويل ليس لدي الرغبة بالتخلي عنه، لأنه هو الوسيلة الوحيدة لكسب العيش وتأمين دواء لعمتي العجوز العمل بالنسبة لي حياة كاملة، فمن خلاله أستطيع تأمين كل احتياجاتي المادية كما أنه يجعلني معتمدة على نفسي وأكثر ثقة في مواجهة العامل الاقتصادي حتى وان تطلب مني أن أعمل على الأرصفة لأن المرأة هي الأساس في دفع عجلة التنمية والتطور في المجتمع”.