لكل السوريين

التكنولوجيا وجه آخر لتعنيف واستغلال النساء

سبّبت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من المشاكل للفتيات، وتعرضن من خلالها لابتزاز نتيجة مكالمة أو محادثة، فـبعد وقوع فتيات في شرك الحب تبدأ معاناتهن، بعد أن يأمنن للطرف الآخر.

وكذلك التكنولوجيا هي الأخرى زادت من معاناة الفتيات، فهناك ميزات ببعض الهواتف تُعيد الصور، فعند بيع أو سرقة أو تصليح الموبايل يقوم البعض من الشبان متقصداً بإعادة الصور أو سرقتها وابتزاز الفتاة بصور خاصة أو محادثات.

كما حدث مع نور (اسم مستعار) لفتاة من حمص وتدرس بكلية الآداب، حيث أن رسائل تهديد على الإنترنت، كانت كفيلة بجعل حياة الشابة مرام أشبه بجحيم لا يطاق، ذلك بعد اختراق هاتفها الجوال بما فيه من صور شخصية، لتمر بعد ذلك بأصعب مرحلة في حياتها على الإطلاق.

نور (22عاماً) سبق أن تعطلت شاشة موبايلها، فأخذته للتصليح، تبين فيما بعد أن من أصلح لها موبايلها سرق لها صور خاصة، وبدأ بتهديدها أو تخضع لرغباته ومطالبه، مرت الفتاة بفترة عصيبة خوفاً من انتشار صورها.

ولم تستطع الفتاة التحدث لأهلها عما حصل معها خوفًا من اتهامها أو منعها من الذهاب لجامعتها، استطاعت نور حذف كل وسائل التواصل مع ذلك الشاب، بعد أن قررت أن لا تنفذ مطالبه، لكنها لا تزال خائفة من انتشار صورها.

ولم يعد العنف ضد النساء يأتي من الوسط المحيط بهن، بل تعداه للإساءة لهن عبر الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنوع الجرائم الإلكترونية التي تتعرّض لها الفتيات والنساء بين التحرش الجنسي، والمطاردة، والابتزاز المادي، وصولًا إلى التهديد بالقتل أو الاغتصاب.

عانت سميرة (اسم مستعار) سابقاً من مكالمات هاتفية ورسائل مزعجة من حسابات وهمية، كما وقعت ضحية في فخ روابط التصيّد على الأنترنت وأصبحت عرضة للابتزاز.

وبعد ضغط الفتاة على روابط وهمية استولى أحدهم على حسابها في فيسبوك وبدأ يفاوضها بنشر الصور والمعلومات أو تدفع المال، رفضت سميرة ولكنه أرسل صورها لوالدها، الذي ضربها ومنعها من الذهاب للجامعة.

تقع الكثير من الفتيات ضحية الجرائم الإلكترونية الخطيرة، يتم استغلال براءتهن وجهلهنَّ في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي.

وقعت فاطمة في غرام أحدهم بعد أن تعرفت عليه على موقع فيسبوك، بعد أن اصطادها في كلامه المعسول وهيأها نفسياً لتلبية رغباته الجنسية، ووعدها بالزواج وبدأ يرسل لها مقاطع خادشة للحياء، ويطلب منها المزيد من الصور وهي عارية أو يرسل ما لديه من صور لأهلها.

تحول الفضاء الإلكتروني بما يعنيه من هاتف ذكي، أو كمبيوتر من مصدر فائدة وتسلية ومعرفة للأخبار إلى عنف من نوع آخر وواقع مؤلم، وكابوس يدمر حياة الكثيرات ويزرع الرعب في قلوبهن.