لكل السوريين

المحافظة خالية من المحروقات.. محاولة لضبط ملف المحروقات بالسويداء ومكافحة تهريبها

السويداء/ لطفي توفيق 

اتخذ المحافظ الجديد نمير مخلوف إجراءات جديدة لضبط ملف المحروقات بالسويداء، ومكافحة تهريب المازوت إلى خارج المحافظة.

وبدأت الإجراءات بتشديد الرقابة على مخصصات المعامل والأفران والنقل والمؤسسات الحكومية من المازوت، وطرق توزيعها التي تشهد عشوائية نتيجة مرورها عبر عدة لجان، وعدم وجود أرقام واضحة لآلية توزيعها، مما جعلها مصدراً رئيسياً لتهريب المادة إلى السوق السوداء، وإلى خارج المحافظة.

كما اتخذ مخلوف إجراء أمنياً لحماية محطة المحروقات الحكومية من خلال فرز المزيد من عناصر الأمن وحفظ النظام إلى المحطة لضمان عدم تعرضها لاعتداءات من جماعات مسلحة مرتبطة بمستثمري محطات الوقود الأخرى، حيث هاجمها مسلحون عدة مرات خلال الأشهر الماضية بقصد إغلاقها وتعطيل العمل فيها، مما يتيح لأصحاب هذه المحطات أو مستثمريها استجرار مخصصات المحطة الحكومية، وتهريب الجزء الأكبر من هذه المخصصات.

كما طلب المحافظ من مديرية التموين ونقابة عمال النفط والصناعات الخفيفة، إعداد جداول توضح آلية توزيع مازوت النقل.

وقد يكف هذا الإجراء يد شعب الحزب عن التحكم بتوزيع هذه المادة، حيث كثرت الأحاديث حول اتهام الفرق الحزبية بتلقي رشاوى مالية مقابل إدراج محطات معينة في جدول التوزيع.

تهريب المازوت

أكدت عدة مصادر معنية بملف المحروقات بالسويداء، تهريب المازوت إلى خارج المحافظة، عبر مخصصات وهمية تتعلق بمازوت النقل والمعامل والأفران والمازوت الصناعي، تصدرها مديرية المحروقات، ويتم إخراج كميات هائلة من محطة العنقود التابعة للمديرية بالمحافظة، ثم يتم نقلها إلى بيوت مجهّزة لتفريغها، ثم يتم تهريبها إلى محافظة درعا، من طرق زراعية معدة لذلك، ومن قبل أشخاص يمتهنون تلك المهنة.

وقد طالب الكثيرون من الأهالي ومعظم أصحاب محطات الوقود، الجهات المعنية بالتصدي لتلك الظاهرة، ووضع حد للجهات والشخصيّات التي تسهّل عمليات تهريب مخصصات المحافظة، وردعهم عن حرمان الأهالي من المحروقات، وزيادة عدد محطات الوقود.

كما اقترحوا أن تتولى إدارة التموين توزيع الطلبات لأصحاب المحطات، وإرفاق جداول المستحقين بشكل يومي، بدلاً من الحزب وإدارة المحروقات، وإلغاء مفهوم التكاليف للمعامل والأفران، وإدراجها تحت بطاقات مؤتمتة، منعاً للتلاعب والسرقات.

إجراءات غير كافية

يبدو أن المحافظ الجديد وضع ملف المحروقات ومكافحة تهريبها في أولوية عمله، حيث أعلن فور تسلمه لمنصبه عن زيادة أربعة طلبات على مخصصات المحافظة اليومية، لدعم كمية مازوت التدفئة الواردة من العاصمة، وأكد على تسريع توزيعه “بحسن إدارة النقص وبالعدالة بين الجميع، مواطنين ومعتمدين ومحطات”.

كما أكد على ضرورة انهاء توزيع الدور الأول من مازوت التدفئة خلال عشرة أيام، والسعي لفتح الدور الثاني.

ومع أن هذه الإجراءات الجديدة لاقت استحسان الأهالي في السويداء، يتساءل الكثيرون منهم هل سيكتفي المحافظ الجديد بهذه الإجراءات دون محاسبة المسؤولين عن ملف تهريب المازوت الذين تسببوا بمعاناة الناس لفترة طويلة.

كما يتساءل الكثيرون هل تكفي كمية الخمسين ليتراً من المازوت لتدفئة الأسرة في المحافظة الجبلية شديدة البرودة في فصل الشتاء الذي بدأ يرسل عواصفه وصقيعه، وينذر بالمزيد.