لكل السوريين

محافظة درعا.. توترات متصاعدة بريفها الشمالي واتفاق يسفر عن هدوء حذر

شهدت مدينة جاسم بالريف الشمالي من محافظة درعا حالة من التوتر الشديد، بعد التحركات العسكرية التي قام بها الجيش والأجهزة الأمنية في محيط المدينة وداخلها.

وأشارت مصادر محلية إلى وصول قوات جديدة إلى تل مطوق العسكري شرق المدينة، وتدعيم الموقع بنقطتين عسكريتين جديدتين، وتعزيز حاجز المزيرعة غربي المدينة، والحاجز المتواجد على الطريق الواصل بينها وبين بلدة نمر، بعناصر جديدة أيضاً.

كما نصبت خيام لعناصر عسكرية جديدة في السهول المحيطة بالمدينة، وحلّقت طائرة استطلاع فوقها، وفي سماء المنطقة.

وداخل المدينة تم تحصين المركز الثقافي الذي يعتبر مقراً لفرع أمن الدولة، وتم تحويله لما يشبه الثكنة العسكرية.

وبالتزامن مع نشر النقاط العسكرية الجديدة، انسحب عناصر مخفر الشرطة ومبنى النفوس في المدينة إلى مدينة درعا، وحاول عناصر الأمن العسكري الخروج من المركز الثقافي ومغادرة جاسم، فمنعهم أبناء المدينة وأجبروهم على العودة إلى المركز، وحدثت اشتباكات متقطعة في محيطه بينهم وبين مسلحين محليين من أبناء المنطقة.

وأثارت هذه التحركات مخاوف أهالي المنطقة من إطلاق عملية عسكرية ضد المدنيين، رداً على عمليات استهداف الدوريات الأمنية المشتركة بالعبوات الناسفة التي تصاعدت في محيط مدينة جاسم في الآونة الأخيرة، وتسببت بوقوع قتلى وجرحى من الدوريات، وأسفرت إحداها عن مقتل وإصابة جنود روس.

وساطة واتفاق

عقد اجتماع في قصر “فاروق حمادي” الواقع بين مدينتي جاسم وإنخل، بين قيادات محلية من مدينة جاسم والأجهزة الأمنية، برعاية اللواء الثامن الذي جاء رتل منه من مدينة بصرى الشام شرقي درعا إلى مدينة جاسم للفصل بين الأهالي والقوات العسكرية والأمنية، والتوسط للوصول إلى حل في المدينة.

وأسفرت المفاوضات فيه عن اتفاق يسمح بخروج قوات الأمن العسكري من مدينة جاسم، وفتح الطرق التي تم إغلاقها عند وصول تعزيزات للجيش والأجهزة الأمنية إلى محيط المدينة وفرض الحصار عليها.

وبالفعل، تم فتح الطرقات والسماح للأهالي بالخروج والدخول من وإلى المدينة، وانسحب عناصر الأمن العسكري من المركز الثقافي إلى خارج المدينة.

ولم يتطرق الاتفاق إلى استمرار تواجد التعزيزات العسكرية في محيط المدينة، أو رحيلها.

وتسرّبت أنباء تشير إلى أن الأجهزة الأمنية طالبت بخروج مسلحين ليسوا من أبناء مدينة جاسم منها، ولم يعرف بعد إذا ما وافق قادة الفصائل المحلية على هذا الشرط.

يذكر أن محيط مدينة جاسم يشهد منذ قرابة الشهر تحركات عسكرية مختلفة، في ظل الوضع الأمني غير المستقر، حيث تتم حالات اغتيال في المدينة بين وقت وآخر.

كما تشهد محافظة درعا فوضى أمنية تؤدي إلى تصاعد عمليات الاغتيال والثأر في المحافظة، وتتركز هذه العمليات في الغالب، على العناصر والقياديين السابقين في فصائل المعارضة الذين رفضوا الانخراط في صفوف الجيش أو الأجهزة الأمنية.