لكل السوريين

الوضع الصحي في الباغوز بين الواقع والمأمول

دير الزور/ علي الأسود 

الباغوز، تلك البلدة النائية التي تمثل النقطة الأخيرة من الحدود العراقية السورية، يفصلها عن مدينة البوكمال نهر الفرات، أي ما يعادل مئات الأمتار فقط لا غير، ولكن في ظل التواجد الإيراني غربي الفرات أصبحت الباغوز معزولة عن البوكمال كليّاً.

الوضع الصحي في بلدة الباغوز ليس بمنأى عن هذا الحال، فبعد قطع الجسر الواصل بين الباغوز ومدينة البوكمال الذي كان بمثابة صلة وصل بين أهل المنطقة ومستشفيات المدينة، حيث أصبح أقرب مستشفى لبلدة الباغوز في مدينة هجين التي تبعد ما يقارب 45 كيلو متر بطريق مهشمة غير معبدة، يحتاج المار فيها لأكثر من ساعة للوصول إلى هجين.

أهلت الإدارة الذاتية في الباغوز التي تعد مجموعة من عدة قرى صغيرة مركزا صحيا واحدا في باغوز تحتاني، وبقي المركزان الأخريان في تجمع موزان والسفافنة غير مؤهلين، ولهذا السبب فان معظم أهالي تلك القرى ليس لهم مقصدا لعلاجاتهم الأولية سوى ذلك المركز الذي بدوره يضم أربعة ممرضين فقط.

حول هذا الموضوع التقت كاميرا صحيفتنا مع الممرض في مركز الباغوز الصحي عواد البرغش، الذي قال “هناك ضغط كبير علينا كممرضين في مركز الباغوز الصحي، كون هذا المركز يعد الوجهة الوحيدة لأهالي المنطقة إذا أرادوا أي إسعاف أولي فقط، عددنا أربعة ممرضين، ولا يوجد دكتور مختص بأي اختصاص”.

وتابع البرغش قائلا “تقدم لنا لجنة الصحة بدير الزور وبعض المنظمات الإنسانية عدد من الأدوية، ولكن هذه الأدوية قليلة جدا ولا تغطي حاجة المنطقة، كون المنطقة أكبر من قدرة المستوصف، فمثلا قدمت لنا لجنة الصحة لقاحات لاشمانيا وزعناها بالكامل، ولازال الناس يتوافدون إلى مركزنا للسؤال عن اللقاح وقد انتهى، كما أن الأدوية المقدمة إلينا تفتقر إلى النوعية، فمثلا لا نملك الأنسولين الذي يعد دواء مهما لمرض مزمن، كما لفتنا الانتباه إلى أننا بحاجة ماسة إلى أدوية الصرع ولم يستجب لنا أحد”.

كما التقينا مع أحد المرضى في المركز الذي قال ” قدم المركز خدمات كثيرة لنا رغم قلة الأدوية الموجودة، ووفر علينا عناء السفر من الباغوز إلى هجين، فعلى سبيل المثال إذا كنت أريد أخذ إبرة مضادة للأنفلونزا لا يمكن لأحد أن يعطيني إياها إلا في المركز”.

وأردف قائلا “قدم لنا المركز الكثير من اللقاحات الخاصة للأطفال والتي تعد شديدة الأهمية، ففي كل شهرين تقريبا هناك دورة لقاح تستمر لمدة يومين، لقاحات خاصة للأطفال ومتبعة لوضعهم، بالإضافة إلى اللقاح المهم بالنسبة للمنطقة بالتحديد، وهو لقاح اللاشمانيا، قدم المركز أكثر من مرة لقاح اللاشمانيا بالرغم من عدم تغطية المنطقة بالكامل من هذا اللقاح، ولتفشي داء اللاشمانيا بشكل رهيب في المنطقة بسبب المخيمات وانتشار الجثث في المنطقة”.