لكل السوريين

هل يتأثر موظفو القطاع الخاص بتدني رواتب القطاع الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة؟!

يصف العديد من السوريين الباحثين عن عمل خارج القطاع العام ما يجري معهم بالاستغلال. حيث من الممكن إيجاد فرصة عمل إلا ان الراتب غالباً لا يوازي الجهد ولا يكفي الحاجة الحقيقية حتى للطعام.

غالباً فإن أصحاب العمل في القطاع الخاص يستغلون ضعف الرواتب الحكومية. ويضعون رواتب قد تزيد عنها لنحو الضعف أو حتى الـ3 أضعاف إلا أنها بالمقابل لا تكفي المعيشة الحقيقية في “سوريا”.

على سبيل المثال عرضت إحدى صفحات الفيسبوك إعلان عمل في “اللاذقية”. براتب أسبوعي 75 ألف ليرة للعمل في العتالة. وبدوام يومي من 10 صباحاً وحتى 7 مساءً أي 9 ساعات يومياً. حتى إن الإعلان لم يحدد موعد عطلة أسبوعية.

75 ألف ليرة لعمل مجهد 9 ساعات يومياً. يبدو ضئيلاً جداً ولتبيان مدى ضآلته يكفي القول إنه يبلغ ثمن دجاجتين فقط!.

إعلان آخر نشرته الصفحة ذاتها، يطلب أصحابه عمال لمستودع توزيع دهانات بأجر شهري بين 150 إلى 200 ألف ليرة. ودوام يومي بين 9 صباحاً إلى 5 مساءً أي 8 ساعات يومياً. وبراتب لا يكفي أبسط مستلزمات

في حماة الوضع مشابه

في “مصياف” التابعة لمحافظة “حماة” لا يختلف الوضع كثيراً. فالعمل بالمطاعم والكافيتريات والأسواق عموماً. غالباً ما يكون لمدة 8 ساعات يومياً والراتب بين 75 ألف بالحد الأدنى. إلى 200 ألف ليرة بالحد الأعلى شهرياً. ومن الممكن أن تصل إلى 60 ألف ليرة أحياناً.

وفي “سلمية” التابعة لـ”حماة” أيضاً فإن الرواتب تتراوح بين 150 إلى 200 ألف ليرة في المطاعم والكافيتريات والدوام 8 ساعات يومياً.

أمام الواقع الحالي وندرة فرص العمل وأزمة النقل المستمرة. يلجأ أصحاب بعض الاختصاصات إلى نظام العمل عن بعد. مثل “بشرى” التي كتبت في تعليق لها بمجموعة تعنى بتأمين فرص عمل عن بعد. قالت فيه إنها حصلت على عرض عمل في شركة إماراتية بالموشن غرافيك ودوام يومي من 10 صباحا وحتى 6 مساء. براتب شهري 350 ألف ليرة وتؤكد أنها رفضت العمل.

بدورها “نها” التي تعمل كصحفية، قالت إنها قرأت إعلاناً منذ فترة عن رغبة موقع صحفي إماراتي بتوظيف محررين من “سوريا”. وحين تقدمت للعمل واجتازت الاختبارات ونجحت بها تفاجأت أن الراتب 250 ألف ليرة شهرياً. لقاء إعداد 3 مواد صحفية يومية من تريندات الفيسبوك وتراعي معايير السيو. وهو ما اعتبرته إجحافاً كبيراً ورغم حاجتها إلا أنها رفضت العمل.

ورغم أن أكثر المتضررين من قلة الرواتب الحكومية الحالية هم موظفو القطاع العام. إلا أن كل الباحثين عن عمل سواء كان إضافي أو أساسي يعانون من قلة الرواتب التي غالباً ما يلجأ أصحاب العمل فيها لاستغلال تدني الرواتب عموماً في “سوريا”. ما يجعل السوري مشتتاً في أكثر من عمل ليستطيع تأمين الحد الأدنى من المعيشة في ظل الظروف الحالية وهو ما قد يفقده الإنتاجية المطلوبة.

وكالات