بعد اسبوعين من القصف العشوائي بقذائف الهاون والصواريخ التي تعرضت لها قرى وبلدات بريف محافظة السويداء الغربي والشمالي، وأسفرت عن ارتقاء مدني مسن، وإصابة أربعة آخرين بينهم امرأة بجروح متفاوتة، ووقوع أضرار مادية فادحة في بيوت السكان، أدان محافظ السويداء هذه الاستهدافات، واعتبرها محاولات تهدف إلى زرع الفوضى والفتنة بين أبناء الوطن الواحد من قبل عصابات خارجة عن القانون.
وأصدر توجيهات للجهات الأمنية والعسكرية “بالتصدي الحازم لهذه المجموعات، ومنعها من التسلل والعبث بأمن اهلنا”. ووجه نداء إلى “أهلنا في درعا الأبية، بأن يبقوا يقظين من الأيدي العابثة التي تسعى لزعزعة الأمن”.
ونفّذت قوات تابعة لوزارة الدفاع حملة مداهمات لعدة قرى في منطقة اللجاة، كان مسلحون منها يستهدفون قرى السويداء الغربية، وأسفرت الحملة عن مصادرة مضادين من عيار 23 مم، وراجمة كاتيوشا، بالإضافة إلى سيارة عسكرية.
وأكدت مصادر من المنطقة أن الحملة تمت دون اشتباكات، حيث داهمت القوات بعض المنازل والمزارع بحثًاً عن مطلوبين وأسلحة.
قتلى في مطار الثعلة
في وقت متأخر من الليل تسللت مجموعة إلى مطار الثعلة العسكري على خطوط التماس بين المحافظتين، وهو موقع عسكري مهجور بالريف الغربي لمحافظة السويداء، وكانت تستعد لاستهداف قرى وبلدات السويداء الغربية.
وخلال تواجدها بالمطار، انفجر لغم أرضي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من المجموعة جميعهم من أبناء العشائر، وإصابة اثنين آخرين نقلا إلى أحد المستشفيات في درعا.
وتضاربت المعلومات حول الهدف من دخولهم إلى المطار، بين مصادر ميدانية من فصائل السويداء المسلحة التي أكدت إن المجموعة كانت تستعد لإطلاق قذائف هاون باتجاه السويداء، فيما زعم الناجيان من الانفجار خلال إسعافهما إنهم كانوا يبحثون عن الخردة والحديد فقط.
ويقع مطار الثعلة الذي حدث فيه الانفجار في منقطة توتر شديد منذ أكثر من اسبوعين، حيث شهدت اشتباكات عديدة وإطلاق قذائف هاون باتجاه ريف السويداء الغربي، كما أن المنطقة تنتشر فيها الالغام والمخلفات الحربية.
اعتداءات مستمرة
استهدف القصف المستمر منذ أكثر من أسبوعين، سبع قرى في الريفين الغربي والشمالي لمحافظة السويداء، بما يعكس محاولات ممنهجة لنشر الفوضى والرعب بين السكان الآمنين.
وبحسب إحصاءات محلية، فقد سقط خلال هذه الفترة ما لا يقل عن سبعين قذيفة هاون من عيارات مختلفة، إلى جانب عدد من صواريخ “غراد”، أطلقت من منطقة الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء.
وتلقت بلدة الثعلة وحدها أكثر من عشرين قذيفة هاون من عدة مواقع غرب البلدة، وأكدت مصادر محلية أنها أطلقت من قرى الدارة وسكاكة والمليحة بريف درعا الشرقي المجاور للبلدة. كما أطلقت مجموعات متحركة قذائف الهاون من الطريق الزراعي بين المزرعة والثعلة، مما يشير إلى أن العصابات تتحرك بهدف إثارة البلبلة والذعر داخل البلدة.
وجاء إطلاق القذائف على دفعتين، توقفت الأولى عند منتصف الليل، وبدأت الثانية قبيل الفجر، حيث أطلقت القذائف بشكل مكثف استمر لعدة ساعات.
يذكر أن هذه الأحداث أثارت مجموعة من التساؤلات حول الهدف من إثارة التوتر بين بلدات وقرى بالمحافظتين حافظت على العلاقات الطيبة فيما بينها لعقود طويلة.
وحول عدم تحرك عشائر القرى لمواجهة تحرك هذه العصابات، وتغاضي القرى الغربية التي دخلت منها العصابات عن نشاطها الإجرامي.