تتواصل لليوم الخامس على التوالي الحرائق المشتعلة في ريف محافظة اللاذقية، وسط ظروف مناخية صعبة وتضاريس وعرة تُعيق السيطرة على النيران، التي امتدت لتطال محمية الفرنلق الطبيعية، واحدة من أكبر المساحات الخضراء في المنطقة.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد شهدت مناطق جديدة اشتعال بؤر حرائق، أبرزها في قسطل معاف، حيث امتدت ألسنة اللهب بسرعة بسبب الرياح النشطة، لتصل إلى محمية الفرنلق، مهددةً بتدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي والغابات النادرة في الساحل السوري.
وتعمل أكثر من 100 فرقة إطفاء ميدانية بدعم من آليات ثقيلة، على مدار الساعة في محاولة لتطويق الحرائق والحد من تمددها، وقد أُصيب أحد عناصر فرق الإطفاء خلال العمليات، في حين سُجلت حالات اختناق محدودة بين المدنيين تم التعامل معها ميدانياً.
رغم خطورة الوضع، لم تُسجّل حتى الآن أي إصابات بين المدنيين، لكن القلق الشعبي يتصاعد من تكرار سيناريو حرائق الأعوام الماضية، خصوصاً في ظل تأخر بعض فرق الإطفاء بالوصول إلى المناطق المتضررة.
وتواجه جهود الإخماد تحديات كبيرة بسبب التضاريس الجبلية وشدة الرياح، ما يجعل الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مدى قدرة الفرق على السيطرة على النيران، وتجنّب كارثة بيئية تهدد أحد أهم المتنفسات البيئية في الساحل السوري.
هذا وتتواصل عمليات الدعم اللوجستي بمشاركة فرق من دول مجاورة، وسط مطالب بتعزيز الاستجابة السريعة وتحقيق في أسباب اشتعال هذه الحرائق وتوسعها بهذه الوتيرة.