لكل السوريين

لم يمنعها التقدم بالعمر من الاستمرار في عملها.. ستينية تعمل ببيع الألبسة في الرقة

الرقة/ مطيعة الحبيب  

لاقت أغلب النساء في شمال وشرق سوريا نجاحا في عملهن، كما أصبحن يدرن أكبر المحلات التجارية بكل جدارة، لكن أن تجد امرأة تجاوزت ريعان شبابها وباتت في سن الكهولة فهذا يعد تحديا واضحا ووقوفا بوجه الحياة ومصاعبها.

خديجة الطه من أهالي مدينة الرقة تبلغ من العمر ما يقارب الخامسة وستون عاما، وعلى رغم كبر عمرها إلا إنها تعمل في محل صغير لبيع البسة الأطفال دون سن محدد ولوازم المدرسة وبعض حاجات النساء التي تصعب علين شرائها من محلات الأسواق التي يبيع فيه الرجال.

تقول خديجة “ليس هناك عمرا محدد للعمل وجني الرزق بل الإرادة الشخصية والحاجة هي من تدفع بالإنسان إلى العمل نحو تأمين وكسب لقمة العيش، وها أنا وعلى رغم تقدمي بالعمر إلا أنني أسعى في طلب رزقي”.

وتضيف “لدي محل صغير قمت ببنائه بالقسم الأمامي من منزلي الذي يقع في حي التوسعية وسط مدينة الرقة، أبيع فيه ألبسة الأطفال واللوازم المدرسية، وبعض حوائج النساء، أسعى من خلال المحل في مساعدة أولادي في تخفيف المصاريف عنهم”.

وتتابع “أبرهن للعالم أن المرأة هي أساس المجتمع الحر الذي يبنى على أيادي نساء لا يعرفن اليأس، أقوم من الصباح الباكر بفتح المحل لأستقبل الزبائن”.

وتستطرد “حينما تعمل المرأة داخل مجمع أو محل نسائي متكامل البائع فيه امرأة والمشتري أيضا امرأة دون تدخل العنصر الرجالي فهذا يسمح لها ويساعدها بأخذ راحتها في انتقاء حاجاتها دون تردد أو إحراج، أما عن لباس الأطفال أغلب الأمهات في الحارة التي أقطنها ليس لديهن الوقت الكافي للذهاب إلى الأسواق وشراء لوازم أطفالهن”.

وعن الصعوبات تقول “في عملي هذا واجهته عدة انتقادات على عملي في المحل بسبب عمري، وأنا عن نفسي لا أبالي لحديث أحدهم أو انتقادهم لعمري، الأوضاع الاقتصادية التي مر بها مجتمعنا حولت المرأة من ربة منزل إلى عاملة في مهن صعبة، ليس في المحلات فقط وإنما عملها في المصانع أو المحال التجارية أو البيع على الأرصفة”.

وتختتم مفتخرة “عمل شخص واحد من الأسرة لا يكفي في هذه الظروف الصعبة، أنا فخورة وسعيدة على هذا العمل الذي يدب في نفسي الراحة والسكينة في بناء مجتمع تسوده حرية المرأة في ممارسة حقوقها وتعبير عن شخصيتها التي تجعلها تقف صامدة في وجه جميع الصعوبات”.