“زواج لم الشمل”.. خيار يرضي المغترب وفتيات في ظل ارتفاع المهور في الخارج وغياب الشاب المؤهل في الداخل
تقرير/ جمانة الخالد
تنتظر كثير من الفتيات السوريات، لا سيما ضمن مناطق الحكومة السورية، فرصة للزواج من معارفهن وأقاربهن من الشباب الذين هاجروا إلى الدول الأوروبية، وذلك أملاً بالهرب من العنوسة، نظراً لقلة الشباب المؤهل للزواج ممن بقي بالبلد.
ومع استمرار تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي، فإنّ خطبة الصالونات (أي بالمناسبات) والتعارف العائلي والزواج عن طريق الأهل عادت إلى الواجهة مجدداً، إذ باتت نسبة من الشابات السوريات يفضلن الزواج بهذه الطريقة ويتطلعن للزواج برجل ثري أو مغترب أملاً بظروف معيشية أفضل.
والكثير من الشابات السوريات ينظرن إلى أن معارفهن وأقاربهن من الشباب الذين هاجروا خلال العشر سنوات الأخيرة فرصة للزواج هرباً من العنوسة لقلة الشباب المؤهل للزواج ممن بقي بالبلد، وفرصة لواقع معيشي أفضل.
وتتقصد نساء زيارة الأقارب وحضور المناسبات العائلية والأصدقاء علها تلتقي بعروس تناسب مواصفات وضع أبنائهن المهاجرين.
وحال الكثير من الشباب متشابه حالياً، فالزواج بات من الأحلام، ومن الصعب شراء غرفة أو خاتم خطبة أو إقامة حفل زواج، وإن وجدوا فتاة تقبل، كيف سيكون وضع العائلة وتلبية الاحتياجات؟ فعندما يدخل الفقر من الباب يهرب الحب من الشباك.
وبلغت نسبة الشباب العازفين عن الزواج في سوريا أكثر من 60 في المئة بسبب المستقبل المجهول.
وأثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان في مناطق الحكومة السورية على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً إلى الاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.