لكل السوريين

تراجع الرياضة النسائية!

لم تلق المرأة العربية اعتناءاً بها رياضياً بدءاً من دور الحضانة ومروراً بالمدارس حتى أماكن تواجد المرأة في عملها، وإضافة إلى أننا أسقطنا من أذهاننا رياضة الأطفال في مرحلة المرونة.

فعلى المستوى العربي تبتعد المرأة كثيراً عن الساحة الرياضية، ويستثنى من ذلك بعض الدول العربية والتي اهتمت بالنصف الثاني من المجتمع (المرأة)، مثل مصر، ودول المغرب العربي وبعض الدول العربية الأسيوية والتي استطاعت أن يبرز منها عدد محدود من الأبطال في ألعاب القوى والسباحة وكرة اليد والجمباز، وغيرها.

أما رياضة المستويات، فانّ فئة قليلة من النساء تزاول بعض الألعاب الرياضية، وأخرى تتجه إلى المعاهد الرياضية لاتخاذ الرياضة كمهنة (التدريب أو التدريس).

وهناك فئة من النساء برزت وشقّت طريقها جنباً إلى جنب مع الرجال. ولم نعد نسمع عن بطلات عربيات على عكس سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي مثل المصرية رانيا علواني التي تعرف على أنها أول سباحة مصرية وعربية تحصل على ميداليتن ذهبيتين في السباحة في تاريخ دورات البحر الأبيض المتوسط منذ إنشائها في عام 1951 بالإضافة إلى الفوز بـ77 ميدالية على المستوى الدولي والأفريقي والعربي خلال مسيرتها التي انتهت عام 2000 لتتولى عديد المناصب .

ويفتقد المغرب إلى اليوم نجمة رياضية في مكانة العداءة نوال المتوكل التي دونت أسمها بحروف لا تمحى في تاريخ تمثيل الرياضات الفردية المغربية والعربية في المسابقات الدولية وقد فازت المتوكل عام 1984 بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز خلال دورة لوس أنجلوس لتكون أول عربية تحصل على هذا التتويج. كما تحصلت عام 1987 على ذهبية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في سباق 400 متر عدو في سوريا ومن ثم واصلت طريقها في التميز لتحصد ألقاباً لم يبلغها أبناء جيلها من الرجال في المغرب.

وتقلدت المتوكل عدد من المناصب الهامة في المجال الرياضي محلياً ودولياً ومنذ عام 1998 أصبحت عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية، وكانت قد دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، وأسندت لها مهام وزيرة للشباب والرياضة عام 2007.

وفي سوريا برزت النجمة غادة شعاع المولودة عام 1972، كأفضل لاعبة ألعاب قوى سورية في العالم، وإلى جانب ما حققته من ألقاب في سوريا والعالم العربي، حيث أحرزت شعاع على ذهبية بطولة العالم لألعاب القوى في السويد عام 1995 ثم تحصلت على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1996 في أتلانتا لتنال الميدالية الأولمبية الذهبية الأولى لسوريا في تاريخ الألعاب الأولمبية.

العداءة التونسية الحبيبة الغريبي مثلا كانت من بين الرياضيات اللاتي رفعن راية بلدها وأحرزن على عدد من الميداليات، وكذلك مواطنتها مريم الميزوني، وحسيبة بولمرقة من الجزائر، وغيرهن أسماء كثيرة جلبت إلى بلدانها الميداليات.

و في هذا المقام لا يمكن أن نغفل فارسات الكويت من أمثال: نادية وجميلة المطوع، ولمياء العيسى، وسلوى القاضي، وبارعة الصباح، اكتسبن الشعبية على المستوى الخليجي والعربي والقاري. كذلك في مجال لعبة الشطرنج، برزت على المستوى الخليجي والعربي، نادية محمد صالح دولة الامارات العربية المتحدة، والتي حصلت على البطولة العربية الثانية للشطرنج بدبي في العام 1984، وعلى المركز الثاني في البطولة العربية الفردية التي أقيمت بتونس في العام 1984، كما شاركت في أولمبياد الشطرنج عام 1980 الذي أقيم بمالطا، وفي بطولة انجلترا الدولية للشطرنج في العام 1981.

ويمكن إيجاز المشاكل التي تواجه الرياضة الأنثوية في العالم العربي في عدّة نقاط.

الأولى، الأوضاع الاجتماعية السائدة. حيث تجد الأنثى صعوبة بالغة في السماح لها بالتوجه للعب الرياضي لممارسة الرياضة، ثم إهمال الأندية الرياضية للرياضة الأنثوية، وأخيراً ندرة الكادر التدريبي والتحكيمي النسائي.

فهل تتضافر الجهود من أجل بعث الرياضة النسائية وتحسين مستواها حتى تستطيع أن تلحق بركب المقدمة؟.

 

عبد الكريم البليخ