لكل السوريين

صراع على إدارة المعابر وغضب شعبي في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي

بعد مضي أعوام على اغلاق المنافذ الحدودية ما بين قوات المرتزقة ودولة الاحتلال التركي، قامت التنظيمات الإرهابية شمال حلب بفتح معبر أبو الزندين بينها وبين مناطق الحكومة السورية، حيث تقرر فتح معبر آخر ما بين الشمال الغربي لسوريا وبين الحكومة السورية في غرب مدينة سراقب.

وبالرغم من المعارضة الشعبية لفتح تلك المعابر إلا أن ثمة أوامر خارجية بفتح المعبر ضاربة بعرض الحائط كل المحاولات للحيلولة دون فتحه، حيث اعتبرت القاعدة الشعبية فتح المعابر خيانة لدماء الشهداء، وان فتح المعابر بداية تطبيع بين قوات المعارضة والنظام، وقال مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في تنسيقيات الثورة والمعارضة أشرف مصطفى ان عزم حكومة الانقاذ فتح معبر سراقب، ما هو إلا خنجر اصاب خاصرة الثورة وان تلك الخطوة من شأنها اثارة غضب الشارع المعارض والميول نحو المواجهة في حين استمرت حكومة الانقاذ بالسير قدما نحو فتحه.

من ناحية أخرى اختلفت فصائل المعارضة على إدارة المعبر لدرجة الاستنفار واستخدام السلاح، وللوقوف أكثر حول تلك الخلافات واسبابها التقينا مع السيد شاهر م.س التابع لفيلق الشام، الفصيل المعروف بولائه للجيش التركي والذي حدثنا بدوره عن نقاط الخلاف وما آلت اليه المفاوضات قائلا.

في الثاني عشر من أيلول تقرر فتح معبر بين قوات النظام ومناطق سيطرة المعارضة، وبما ان إدارة المنطقة تعود لقرار القيادة العسكرية التركية، وبما اننا رديف لتلك القوات من الطبيعي فرض سيطرتنا على تلك المعابر بقرار من القيادة العسكرية التركية، ومع بداية عزمنا فتح المعبر تفاجئنا بمنع هيئة تحرير الشام للفيلق من إدارة المعبر حيث تعتبر نفسها القوة المسيطرة على كامل الشمال الغربي للبلاد، وحصلت مشادات وتشنجات بيننا وبين الهيئة حول ادارة المعبر علما ان قوات النظام ابلغت القيادة العسكرية التركية بعدم تعاملها مع هيئة تحرير الشام، الامر الذي دفع الجيش التركي للتدخل وفرض إدارة المعبر للفيلق مع التنسيق مع هيئة تحرير الشام إلا ان الهيئة رفضت عرض الجيش التركي ومازال الخلاف قائم حتى الآن.

وحول هذا الموضوع أجرينا استطلاع سريع  لرأي الشارع حول نية فتح المعبر والذي ابدى الشارع المعارض رأيه عبر مظاهرات واحتجاجات، وقطع للطريق، إلا أن وعلى ما يبدو ان القرار قد اتخذ ولا نية للعودة عنه، وبحسب اراء بعض المواطنين الذين أجرينا معهم حوارنا تبين ان معظمهم معارض لتلك الخطوة وقد وصفوها بالخيانة العظمى لدماء الشهداء وتضحياتهم، وان فتح المعبر ما هو إلا التفاف حول الجهود الدولية لعزلة نظام الاسد وخاصة قانون قيصر الذي اقره مجلس الشيوخ الاميركي، والذي من شأنه محاصرة النظام واجباره على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري وخاصة القرار الدولي 2254 وغيره، وان هذا المعبر سوف يكون بمثابة شريان الحياة لمناطق النظام وسيكون طعنة لقانون قيصر، ناهيك عن أثاره السلبية على السوق في شمال غرب البلاد لأنه سيكون عاملا اساسيا لارتفاع الاسعار وفقدان المنتجات وخاصة المحلية.