لكل السوريين

مهجرات قاطنات في مخيم تل أبيض: نأمل بتحسين أوضاعنا في المخيم

الرقة/ صالح اسماعيل 

تعاني قرابة ال 600 عائلة من مهجري تل أبيض وريفها مرارة النزوح، في ظل عدم توفر الملاذ الذي يساعدهم على تخفيف أعباء النزوح، وتوفير قليل من الدعم الإنساني لهم.

وتسببت الهجمات البربرية للدولة التركية ومرتزقتها على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من تشرين الأول سنة 2019 بنزوح آلاف العوائل من منطقة تل أبيض وريفها، يقطن أغلبهم في مخيمات النزوح التي أقامتها الإدارة الذاتية لمنطقة شمال شرق سوريا.

ويعتبر مخيم مهجري تل أبيض الواقع بالقرب من قرية تل السمن شمالي من أكبر مخيمات النازحين التي عمدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لإنشائه بهدف إيواء أكبر عدد من المهجرين.

وأطلقت إدارة المخيم المذكور بالتعاون مع أدارة مجلس الرقة المدني والإدارة الذاتية لمنطقة شمال شرق سوريا، مرحلته الثالثة من التوسعة للمخيم بهدف إيواء ستمائة عائلة من مهجري تل أبيض وريفها، ممن يقطنون في مدينة الرقة وأريافها، حيث يعاني الكثير منهم من عدم توفر احتياجاته الأساسية بسبب قلة الدعم من المنظمات الإنسانية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تعاني منها عموم سوريا.

المهجرة فاطم الجابر من منطقة تل أبيض تقول: منذ أن تم تهجيرنا من بيوتنا بفعل الاحتلال التركي ومرتزقته ونحن نتنقل من مكان لأخر بحثا عن مكان آمن، قليل من الدعم لمواجهة مصاعب النزوح.

وأضافت “مضى على دخولنا في مخيم مهجري تل أبيض خمسة أشهر، بانتظار تجهيز التوسعة للمخيم، والحصول على مكان مخصص لي ولعائلتي، ولا زلنا نقيم مع إحدى العائلات في الخيمة المخصصة لهم”.

ومن جانبها المهجرة هدلة باقي ذكرت بأنها تسكن في المخيم فهي لم تعد تستطيع تحمل أعباء النزوح، فأجور المنازل مرتفعة بشكل كبير خارج المخيم، بالإضافة لمتطلبات الحياة التي ارتفعت بعد الارتفاع المتزايد لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.

وبحسب إدارة المخيم المذكور فأنه تم تسجيل ستمائة عائلة من مهجري تل أبيض وريفها الذين لا يجدون مكان يأوون إليه منهم ثمانين عائلة تم إدخالهم كعوائل رديفة لحين الانتهاء من توسعة المخيم.

وتأخرت أعمال التوسعة بسبب قلة الدعم من المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم، حيث تم تجهيز البنية التحتية من قبل إدارة المخيم (استئجار أرض للتوسعة، وتسويتها، وفرشها بمادة الكرابية، وتجهيز السور الخارجي) بالإضافة لتأمين ستمائة خيمة لبنائها، في حين تقوم المنظمات بتجهيز الصرف الصحي واستجرار المياه والكهرباء.

وتوعدت إدارة المخيم بإنهاء أعمال التوسعة وتجهيز المخيم لإدخال العوائل المسجلة لديهم، لتقديم الدعم الإنساني لهم، خلال مدة لا تتجاوز الشهرين كحد أقصى من العمل.

ويعد مخيم مهجري تل أبيض أحد أبرز المخيمات التي تأوي مهجرين ونازحين من المناطق التي احتلتها تركيا والمرتزقة السوريين المنضوين ضمن الجيش الوطني، بعد العملية الاحتلالية التي نجم عنها احتلال تركيا لما يقارب مساحة دولة لبنان المجاورة.