السوري/ حلب
في خطوة لافتة تعكس تصاعد المطالب الحقوقية في المدينة، شهد أحد مراكز المجتمع المدني في حي الفرقان بمدينة حلب اجتماعاً نسوياً، ضم ناشطات وأكاديميات ومحاميات، ناقشن خلاله واقع المرأة السورية وسبل تعزيز دورها في الحياة العامة، خصوصاً في المجالين السياسي والإداري، حيث لا تزال تعاني من ضعف تمثيل واضح في مواقع صنع القرار.
الاجتماع، الذي انعقد وسط حضور نسائي نوعي، ركّز على التحديات التي تعيق مشاركة المرأة في الشأن العام، ووجّه انتقادات لغياب السياسات الجدية من قبل الجهات الرسمية، والتي – بحسب المشاركات – لا تزال تقصر تمثيل المرأة على أدوار تقليدية، دون تمكين حقيقي داخل مؤسسات الدولة والمجالس المحلية.
وقالت فاديا خليل، ناشطة اجتماعية شاركت في اللقاء، في حديث لـ”السوري”: “المرأة السورية، وخاصة في حلب، أثبتت خلال سنوات الحرب أنها قادرة على الصمود والقيادة. أدارت أسراً، وشاركت في التعليم والتمريض والإعالة، لكنها لا تزال مهمّشة سياسياً. نطالب بإشراك النساء في مواقع القرار، لا أن يقتصر دورهن على الدعم من الهامش”.
وأضافت أن العديد من النساء يمتلكن المؤهلات اللازمة لتولي مناصب وزارية وإدارية، لكن الثقافة الذكورية السائدة والإقصاء المؤسساتي يحولان دون وصولهن إلى تلك المواقع.
من جهتها، عبّرت المحامية سمر شيخ حسن عن استيائها من غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدعم المرأة، قائلة: “لا يكفي الحديث عن أهمية دور المرأة في الخطابات، بينما الواقع يفتقر لأي خطوات عملية. نحتاج لنساء في مجلس الشعب، في البلديات، في الإدارات العليا. كفى تهميشاً لدور نصف المجتمع”.
الانتقادات التي وُجهت خلال اللقاء لم تقتصر على المجتمع المحلي، بل طالت الحكومة السورية الانتقالية التي، وفق المشاركات، لم تتخذ خطوات جادة في تمكين النساء أو دعم مشاركتهن السياسية. واعتبرن أن استمرار احتكار المناصب السيادية من قبل الرجال، دون توجه فعلي نحو التغيير، يساهم في تكريس التمييز وغياب العدالة في تمثيل النساء.
وأكدت الحاضرات أن التمكين الحقيقي يبدأ من تعديل القوانين التي تكرّس الفجوة بين الجنسين، واعتماد سياسات شاملة تُدمج قضايا المرأة في صلب القرارات العامة، إلى جانب توفير برامج تدريب وتأهيل تُعزز من حضور النساء في المشهدين السياسي والإداري.
وبينما يستمر هذا الحراك النسوي في المطالبة بحقوق المرأة، يأمل المشاركون أن تجد هذه الأصوات صدى لدى صناع القرار، وأن تتحول المطالب إلى خطوات ملموسة تضمن للمرأة السورية تمثيلاً يليق بدورها المحوري في المجتمع.