لكل السوريين

مجتمع السويداء.. ينظم الحياة اليومية بالمحافظة

يقوم الأهالي في مختلف مناطق المحافظة بتنظيم شؤون حياتهم اليومية والحفاظ على أمنهم، ومواجهة حالة الفوضى التي أعقبت سقوط النظام السابق.

وفي خطوة استثنائية لتسهيل عملية التبرع بالدم، وتخفيف الأعباء عن الراغبين بالتبرع، توجّه فريق طبي من بنك الدم في المشفى الوطني بالسويداء، إلى ساحة الكرامة في المدينة لجمع التبرعات من الأهالي الراغبين بذلك، وأجرى الفريق كافة الفحوصات الطبية اللازمة قبل التبرع، ونفّذ جميع الشروط الصحية المتبعة لضمان سلامة المتبرعين بالدم والمحتاجين له.

وكان بعض المواطنين بالمحافظة يعانون من الحاجة الماسة لتبديل الصفيحات الدموية بشكل دوري، ولكن النقص الكبير في مخزون هذه الصفيحات حال دون إجراء هذه العمليات، وعرّض حياة الكثيرين منهم للخطر.

وشكّل أهالي قرية العانات على الحدود السورية الأردنية، مجموعات محلية للتصدي لعصابات تهريب المخدرات، وتأمين المنطقة الحدودية ضمن الحيز الجغرافي الذي يمكن أن يعملوا فيه إلى حين عودة الاستقرار إلى البلاد وتولي الدولة السورية كافة القضايا الأمنية.

وقام فريق أثر التطوعي بمبادرة تحت عنوان “القانون عدل للجميع” ونظم أشخاص من الفريق حركة المرور في مدينة السويداء، حاملين إشارات مرورية ولافتات تدعو إلى تكريس القانون.

وفي خطوة غير مسبوقة، تم رفع الغطاء العائلي والاجتماعي بالمحافظة عن أي شخص يخالف القوانين أو يقوم بإطلاق النار وترهيب الأهالي، أو بقطع الأشجار من الأراضي الزراعية والحراجية بهدف الاتجار بها.

طي صفحة الماضي

عقد أهالي بلدة شقا بريف المحافظة الشرقي، اجتماعاً جرى خلاله التأكيد على ضرورة طي صفحة الماضي بمآسيها وقسوتها، والتطلع نحو مستقبل يتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش،

وصدر عن الاجتماع بيان تضمن مجموعة من القرارات، منها تشكيل غرفة عمليات مدنية لتعزيز الأمن والأمان في البلدة، على أن تتولى الغرفة تنظيم مناوبات دورية من شباب البلدة لحماية المنشآت الخدمية ودوائر الدولة والأملاك الخاصة، وتشكيل لجنة مدنية من كافة أطياف المجتمع لتسيير أمور البلدة الخدمية، وتشكيل لجنة تواصل مع الدوائر والمؤسسات الحكومية في المحافظة، لتأمين احتياجات البلدة من المحروقات والمواد الضرورية الأخرى، والتنسيق مع باقي المناطق لحماية مستودعات المحروقات وصوامع الحبوب وغيرها من المنشآت العامة، والعمل على معالجة مشكلة فوضى السلاح، والتصدي لكافة المظاهر الاستفزازية وغير اللائقة.

وتم رفع الغطاء العائلي والاجتماعي عن أي شخص يخالف القوانين، بما في ذلك التعدي على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الأشجار من الأراضي الزراعية والحراجية.

كما أكد البيان على ضرورة عدم التعرض لأي موظف في الدوائر الرسمية لدعم سير العمل في هذه المرحلة الحساسة، وعلى أهمية التنسيق مع الفعاليات الاجتماعية وشعبة الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية الأخرى الموجودة في البلدة، لتلبية الاحتياجات اليومية للأهالي.

مبادرات التنظيم

بادر المجتمع الأهلي بكافة فئاته في بلدة الكفر جنوب السويداء، إلى تحسين واقع البلدة على مختلف المستويات من خلال جهود جماعية عكست رغبة السكان في الانتقال إلى واقع أفضل.

وذكر أحد الناشطين المشاركين في هذه المبادرات، أن الجهود بدأت بتسليم مخلفات النقطة الشرطية من مختلف الآليات إلى أصحابها، وفتح الطريق أمام النقطة الذي كان مغلقاً منذ مدة تجاوزت العشرين عاماً، وتم تنظيف النقطة والمكان المحيط بها.

كما تم فتح مبنى الفرقة الحزبية المغلق منذ بداية احتجاجات السويداء العام الماضي، واتلاف محتوياته من الأوراق والتقارير الأمنية والشهادات الحزبية وغيرها، وبدأت عمليات صيانته وتجهيزه ليصبح مقراً للمركز الثقافي في البلدة.

وشارك في هذه المبادرات فريق من طلاب وطالبات البلدة، وقاموا بتنظيف موقع شهداء معركة الكفر خلال الثورة السورية الكبرى، وإتلاف ما تبقى من شعارات ولافتات تابعة للنظام البائد.

ويجري العمل حالياً لاستعادة مقر اتحاد شبيبة الثورة، وتنظيفه وصيانته وتحويله إلى مقر للأنشطة الفنية بمناسبات الفرح، وقال أحد ناشطي البلدة لقد مللنا الحزن والوجع، وتعيش بلدتنا حالة من الفرح اليومي منذ سقوط الطاغية.

وأشار الناشط إلى وجود الكثير من الخطوات التي يجري العمل على تنفيذها لتحسين واقع البلدة.