لكل السوريين

أثارت القلق والأنباء المتضاربة.. تعزيزات عسكرية إلى محافظة السويداء

اعتبر نشطاء وحقوقيون أن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى السويداء، ينطوي على رسائل تهديد للمحافظة التي تشهد حراكاً سلمياً يطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وأثار وصول هذه التعزيزات المخاوف من حدوث مواجهات مسلحة مع المتظاهرين السلميين.

وعقدت اجتماعات عديدة على مستوى المرجعيات الدينية والاجتماعية والفعاليات الأهلية، لبحث هذه التطورات.

وحذّرت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز من تصعيد محتمل بالمحافظة،

وجاء في بيان صدر عنها “نحذّر أية جهة كانت من أي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية مهما كان نوعها، ونحملها المسؤولية كاملة عن أي نتائج سلبية أو مؤذية هدّامة قد تترتب على أي حماقة أو تصرفات أو إجراءات مسيئة”.

وشدد البيان على أن “الشعب مستمر ومثابر بأعلى صوته وسلميّته ورقيّه لطلب حقوقه عبر النداءات المحقّة، بسلمية تحت ظلال الدستور والقوانين الخاصة والدولية”، وحذّر من أن “لكل واقعة ما تستحقه.. وعندنا لكل موقع رجاله”.

اجتماعات لتدارس الوضع

عقد اجتماع في دار عرى “مقر الزعامة التقليدية بالمحافظة” حضره ممثلون عن الهيئات الدينية بالمحافظة، وقائد حركة رجال الكرامة وهي أكبر فصيل مسلح على ساحتها، ووجهاء العديد من العائلات فيها، وجرى خلال الاجتماع التأكيد على بذل كل السبل لمنع حدوث أي تصعيد جديد.

واستمرت الاجتماعات على مستوى قادة المجتمع في السويداء بمختلف توجهاتهم، وأكدت هذه الاجتماعات رفض أي تصعيد للأوضاع في المحافظة.

وأشارت إلى أنه لا مجال للاختلاف في الرأي حول سلامة الجبل وأهله، وأكدت على استعداد الجميع لبذل الغالي والنفيس دفاعاً عنه في كل الأوقات.

وشهدت العديد من قرى المحافظة وبلداتها، اجتماعات مماثلة لفعاليات أهلية ودينية، وكانت المواقف فيها متطابقة حول التمسك بوحدة الصف في هذه الظروف، ونبذ كل الخلافات، والاستعداد لأي طارئ.

وكان شعار “نحرّم التعدي منا.. ونحرًم التعدي علينا”، المتداول بالمحافظة منذ فترة طويلة، حاضراً بوضوح خلال تلك الاجتماعات والأنشطة الاجتماعية الأخرى.

اشاعات مغرضة

تسبب وصول التعزيزات الأمنية والعسكرية إلى المحافظة دون أن تذكر دمشق أسباب إرسالها، بحدوث حالة من القلق والتوتر في الأوساط الأهلية، وانتشار سيل من الأنباء المتضاربة.

ونشطت صفحات إخبارية وهمية ومشبوهة في نشر أخبار تساهم بالتحريض وزيادة التوتر، وتحدثت عن دخول حشود عسكرية ضخمة إلى السويداء، تمتد لمسافة عدة كيلو مترات وتضم دبابات وعربات عسكرية، وعن منع حافلات نقل الركاب القادمة من السويداء من دخول العاصمة دمشق.

وتبين أن “الحشود العسكرية الضخمة” عبارة عن عدة سيارات لقوى الأمن مزودة برشاشات متوسطة، كانت بمهمة حماية تتعلق بالمؤتمر المركزي لحزب البعث الذي عقد في قصر المؤتمرات على طريق المطار.

كما تبين أن طريق دمشق السويداء شهد حركة دوريات أمنية اتخذت بعض الإجراءات على الطريق مثل تأجيل رحلات حافلات النقل الصباحية وزيادة التدقيق على الحواجز ضمن مهمتها المرتبطة بحماية مؤتمر الحزب.