التنوير حركة فكرية مهمة في تاريخ أوروبا الحديث بدأت أوائل القرن السابع عشر الميلادي، واستمرت حتى القرن التاسع عشر.
قام بها فلاسفة وعلماء نادوا بقوة العقل وقدرته على فهم العالم وإدراك قوانين حركته، واعتمدوا على التجربة العلمية والنتائج المادية الملموسة بدلا من الاعتماد على الخرافة والخيال.
وعصر التنوير مصطلح يشير إلى نشوء حركة ثقافية اعتمدت على العقلانية ومبادئها كوسائل لتأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة بدلاً من الاعتماد على الموروث الديني والاجتماعي، وشدَّد فيها الفلاسفة على العقل باعتباره أفضل وسيلة لمعرفة الحقيقة.
واعتبر رواد هذه الحركة مهمتهم قيادة العالم إلى التطور والتحديث، وتجاوز الأفكار اللاعقلانية والتقاليد القديمة السائدة ضمن الفترة الزمنية التي أطلقوا عليها اسم “العصور المظلمة”.
ودعوا إلى خروج الإنسان من عجزه عن استعمال عقله، لأن العيب لا يكمن في العقل نفسه، بل في الافتقار إلى القرار والشجاعة في استعماله.
مبادئ فلسفة عصر التنوير
تمتاز فلسفة التنوير بقيامها على عدد من المبادئ التي تمثل مجموعة من الآراء والمعتقدات التي اشترك بها الكثيرون من فلاسفة ومفكري عصر التنوير، واستمدوا منها معظم أفكارهم.
ومن أهم هذه المبادئ وأكثرها تطوراً ورسوخاً في هذا العصر:
ارتباط العقلانية بالحقيقة: ويشير هذا المبدأ إلى أن ما يمتلكه الإنسان من قوى عقلانية قادرة على تمكينه من اكتشاف الحقيقة.
ومن أشهر الآراء التي تدعم هذا المبدأ تلك المتعلقة بالمنهج التجريبي عند الفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم، التي ربطت الوصول إلى المعرفة والحقيقة بالحواس التي يمتلكها الإنسان، وبناء عليها، جميع البشر قادرون على الوصول إلى للحقيقة بفضل امتلاكهم لهذه الحواس.
فصل السلطات: آمن العديد من مفكري عصر التنوير بوجوب فصل السلطات، وكان في مقدمتهم الفيلسوف شارل لوي دي سيكوندا الذي أطلق عليه لقب مونتيسكيو، وهو الذي توصل إلى فكرة فصل السلطات إلى سلطة قضائية، وتشريعية، وتنفيذية، مازالت قائمة إلى اليوم.
تفسير الظواهر في العالم: ومن المبادئ الأخرى التي اشترك بها العديد من مفكري وفلاسفة التنوير إمكانية تفسير الظواهر التي تحدث في العالم تفسيراً عقلانياً، ومن أشهر الإنجازات التي اعتمدت على هذا المبدأ تلك التي نسب إلى العالم والفيلسوف الإنجليزي إسحاق نيوتن في مجال الفيزياء.