لكل السوريين

أمنية للعام الجديد

لطفي توفيق

بعد غدٍ.. وقبل أن يطفئ هذا العام آخر شمعة له.. و…

عفــواً.. لم يعد للشموع مكان في قواميسنا الجديدة.

بعد غدٍ.. وقبل أن يلفظ هذا العام أنفاسه الأخيرة..

ويضع عباءته السوداء على كتفيه..

ويرحل مطمئناً إلى ما تركه لنا من خيرات وبركات..

وحبور وسعادة..

كنت أفكر بما سأتمناه لي.. ولكم في العام القادم..

الذي بدأ يهلَّ علينا بوجه محايد.. تصعب قراءته..

ويصعب تحليل رموزه..

ويصعب التنبؤ بما يحمل لنا في جعبته المليئة بما لا نعرف من خيرات.. وسعادة وبركات.

ولن أخفي عليكم أنني لم أعثر على ما يمكن أن أتمناه لي.. ولكم!

ولعل في استعراض ما يمكن أن نتمناه من العام الجديد، سيضع أية أمنية إضافية في خانة الترف.. والبطر.. والطمع..

بعد أن حقق العام الراحل، وما سبقه كل ما نتمناه.. ولا نتمناه.

فما الذي ينقصنا لنتمناه يا ترى!!.

جغرافياً.. يمكننا أن نسير من حدود البحر.. إلى حدود بلاد الرافدين..

ومن هضبات الجولان.. إلى جبال طوروس..

دون أن يعترض سبيلنا أحد.

ودون أن ينقِّب في أوراقنا.. أو جيوبنا أحد.

وفكرياً.. لدينا “بحبوحة” من الأمن والأمان.. والراحة والاطمئنان..

يحسدنا عليها من يزعمون أنهم يحترمون حقوق الإنسان..

ويتعاملون معه كقيمة متفردة، وليس كرقم.

والصفر من الأرقام كما أعتقد.

واقتصادياً.. يتمتع معظمنا بدخل يومي أو شهري أو سنوي..

يفوق حاجاته الأساسية والكمالية..

ويقترب به من حدود الترف.. والرفاهية.. والرفاه.. والترفيه.

صحيح أن معظم هذا “المعظم” يرتبك كثيراً، أو قليلاً إذا عجز دخله “أحياناً”..

عن تلبية أبسط حاجاته نصف اليومية.

إلاّ أن هذه الأحيان لا تتجاوز السبعة والعشرين يوماً من آخر كل شهر.. لا أكثر.

ومع ذلك بعض هذا “المعظم” يتذمر.. وأحياناً يشكو..

ولكنه لا يغضب.

ولا نعرف إذا كان سيغضب في يوم ما..

بقي أن نقول.. من باب الترف فقط..

عفــواً… من باب الترف والطمع.. معاً..

نتمنى “كما في كل مرة منذ عقد من الزمن”..

أن يكون هذا العام ” أقل سوءاً ” من سابقه.

بل من سابقيه!!.