لكل السوريين

طفس.. من التهدئة إلى الاهتمام المكثف

درعا/ محمد الصالح 

بعد عدة أيام من تنفيذ الاتفاق الذي تم بين اللجنة المركزية بدرعا، مع ضباط من الفرقة الرابعة بحضور وفد روسي، وأوقف العملية العسكرية التي كانت الفرقة الرابعة تنوي القيام بها في مدينة طفس بالريف الغربي من محافظة درعا.

شهدت المدينة اهتماماً رسمياً غير مسبوق، حيث زارها، بإيعاز من محافظ درعا، وفد كبير من مدراء الدوائر بالمحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، واجتمع مع وجهاء المدينة، وأعضاء مجلسها، وناقش معهم جميع الأمور الخدمية التي تهم المواطنين، من صحة واتصالات وطرق وصرف صحي ومياه وإنارة ومحروقات ووضع الأفران، حسب شبكات إعلامية محلية.

وتم وضع خطط وجداول زمنية وبرامج للارتقاء بالواقع الخدمي في المدينة.

خدمات سريعة

خلال زيارة الوفد أجرى مدير تربية درعا، جولة في مدارس المدينة ووجه أوامره “للمعالجة الفورية لوضع الأبنية المدرسية، وإصلاحها، وسد الشواغر من المدرسين والالتزام بالخطة الدراسية”، حسب ما نقلته مديرية التربية بدرعا.

وعلى صعيد الصحة، زار مدير صحة درعا، مشفى طفس الوطني، واطلع على واقع العمل فيه، وجرى تشغيل قسم غسيل الكلى، وقسم الطبقي المحوري اللذين لم يكونا يعملان سابقاً.

كما أصبح مركز البريد والهاتف يعمل على مدار الساعة.

وبدورها زارت قوات من مركز المصالحة الروسي، إضافة إلى مدينة طفس، بلدة كفر ناسج شمالي درعا، وبعض بلدات محافظة درعا، وقامت بتوزيع سلل صحية وغذائية على بعض الفقراء في هذه المناطق بحضور عضو المكتب التنفيذي عن المحافظة، ورئيس مجلس البلدة.

التقرب من الأهالي 

ترى مجموعة من سكان المدينة أن هذا الاهتمام، غير المسبوق يهدف إلى كسر الجليد بين النظام وبين أهالي طفس، وتعزيز دوره من خلال تقديم الخدمات ليثبت وجوده ويقنع الأهالي بأهمية الالتفاف حول الدولة، بعد الهدوء الذي ساد المنطقة التي شهدت توترات ومواجهات.

ويسعى للتقرب من الأهالي قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة في محاولة منه لإقناعهم بالمشاركة فيها بعد أن شهدت تلك المناطق إحجاماً شبه كامل عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام الماضي، حيث خلت بعض المراكز الانتخابية آنذاك من وجود أعداد تذكر من المنتخبين.

يذكر أن عدة جهات سياسية وعسكرية موالية للنظام السوري سعت إلى ضم أكبر عدد من عناصر التسويات إلى تشكيلات تابعة لها في جنوب سوريا مثل الفرقة الرابعة، أو ضم عناصر تعمل لصالح الأجهزة الأمنية، والفيلق الخامس المدعوم من روسيا، عبر الاتفاق مع قادة فصائل المعارضة التي انضمت إلى اتفاق التسوية التي جرت عام 2018، في المنطقة الجنوبية.

وتسعى هذه الجهات حالياً إلى التقرب من الأهالي من خلال تقديم الخدمات لهم، بهدف تثبيت حالة الهدوء في المنطقة، والحد من التوترات والمواجهات التي طالما حدثت فيها.