لكل السوريين

أذرع حزب البعث تقمع متظاهري السويداء

السوري/السويداء- تسود حالة من القلق، والترقب الحذر في السويداء انتظاراً لما ستسفر عنه جهود احتواء الموقف المتوتر بعد أحداث الأسبوع الماضي، حيث تم قمع المظاهرات السلمية بالقوة، واعتقال عدد من المشاركين فيها.

وكان المتظاهرون قد أعلنوا عن استمرار مظاهراتهم في أسبوعها الثاني، فقرر قادة الفروع الأمنية، وحزب البعث بالسويداء قمع المظاهرة بالقوة، ووجه فرع الحزب أوامره إلى الفرق الحزبية، ومنظمة “كتائب البعث” المسلحة للنزول إلى الساحة التي يتجمع فيها المتظاهرون تمهيداً لقمعهم.

ومنذ الساعة الثامنة صباحاً توافدوا إلى الساحة مع أجهزة المخابرات، وعناصر من حفظ النظام والأمن الداخلي التي نشرت سيارات مزودة بالرشاشات أمام قيادة شرطة السويداء القريبة من الساحة التي تشهد مظاهرات سلمية تطالب بالحرية وبالتغيير السياسي.

كما تجمع عشرات من الموالين في المكان لقمع المظاهرة تحت ذريعة القيام بمسيرة موالية للرئيس السوري.

قمع واعتقال، ومساومات

لدى خروج المظاهرة، هاجمت كل هذه القوى المتظاهرين، واعتدت عليهم بالضرب بالعصي والحجارة، وقامت أجهزة الأمن باعتقالات عشوائية في صفوف المتظاهرين، واقتادت المعتقلين إلى أحد فروع الأمن بعد تعرضهم لضرب مبرح.

فأطلق بعض المتظاهرين دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، ثم قرروا تأجيلها بعد حصولهم على وعود بإطلاق سراح المعتقلين من قبل بعض وجهاء المحافظة الذين يجرون مباحثات مع الأجهزة الأمنية لإطلاق سراحهم.

وأفاد مصدر قريب من المباحثات أن السلطات الأمنية في تساوم على مصير المعتقلين، وتسعى للحصول على تعهدات خطية بعدم خروج مظاهرات جديدة، مقابل الإفراج عنهم.

الهيئات الاجتماعية، والمدنية

شاركت معظم التجمعات، والهيئات الاجتماعية، والمدنية بالسويداء في هذه المظاهرات السلمية،

وأصدرت بعض التجمعات بيانات تؤيدها وتحث على المشاركة فيها، بينما رأت تجمعات أخرى أن تقتصر أهدافها وشعاراتها على الوضع المعيشي والمطلبي في هذه الفترة.

وندد بعض البيانات بقمع المظاهرات السلمية بالقوة، وناشد السوريين داخل الوطن وخارجه

العمل على حماية الأهالي مما يتعرضون له “من شتى أنواع القمع على يد السلطة وميلشياتها والمتواطئين معها” كما جاء في بيان تجمع “بنا الوطن”.

وحسب البيان تم قمع اعتصام سلمي ينادي ” بتحقيق حرية وكرامة السورين وإطلاق سراح المعتقلين وعودة المفصولين ومحاسبة المفسدين ووقف القرارات والإجراءات الجائرة التي أفقرت المواطن ووضعت مستقبل الأمة بالحضيض، ونادت بجلاء المستعمرين المغتصبين لأرضنا، وسارقي خيراتنا.”

كما صدر بيان عن أحد الزعامات التقليدية بالمحافظة جاء فيه:

“يأتي حراك السويداء السلمي في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ سوريا متوجا لنضالات شعبنا العظيم ورفضه للظلم والحيف الواقعين عليه منذ عقود”.

وتساءل البيان: “إذا كان هذا الحراك غير مؤثر فلماذا هذه الحملة ضده؟!

وإذا كان مؤثرا وشاملا فلماذا لا تجلسون معه على طاولة حوار؟!

إن الشباب اليوم يرفعون صوتهم صوت الحق من أجل وطن حر يكفل العيش الكريم لكل أبنائه”.

تقرير- لطفي توفيق