يُعتبر جمال زغنون من أبرز نجوم كرة القدم الحلبية في ثمانينات القرن الماضي، حيث برزت موهبته بشكل مبكر وتميز بأسلوب لعب هادئ ونشيط في آن واحد داخل أرض الملعب. كان يلعب في خط الوسط، وكان يُعرف بدوره كممول لزملائه، حيث كان يساهم بشكل كبير في تسجيل الأهداف من خلال تمريراته الدقيقة والمميزة.
وُلد جمال زغنون في مدينة حلب عام 1957، وانطلقت مسيرته الكروية ضمن مدرسة نادي الاتحاد التي كانت تضم عددًا من المواهب الواعدة. هذه المدرسة ساهمت في تخريج عدد من النجوم الذين أصبحوا لاعبين مميزين ومثلوا المنتخب الوطني في مختلف فئاته. تدرج زغنون في مختلف فئات نادي الاتحاد حتى وصل إلى فئة الرجال، وبعد فترة من الزمن انتقل إلى نادي قوى الأمن الداخلي الذي كان ينافس نادي الجيش على بطولات الدوري السوري ومسابقات كأس الجمهورية، خاصةً بسبب وجود عدد من نجوم الأندية السورية ضمن صفوفه نتيجة التحاقهم بالخدمة الإلزامية.
على الصعيد الدولي، مثل جمال زغنون منتخب مدارس حلب أولاً، ثم منتخب مدينة حلب، قبل أن تتم دعوته إلى المنتخب الأولمبي عام 1977، حيث خاض خمس مباريات دولية وسجل خلالها هدفين.
شارك جمال زغنون في عدة دورات وبطولات مع الأندية والمنتخبات، منها دورة دمشق مرة واحدة، ودورة المحبة التي كانت تُقام في اللاذقية ضمن فعاليات مهرجان المحبة والسلام مرتين، ودورة تشرين الكروية ثلاث مرات، ودورة الوفاء للباسل ثلاث مرات، ودورة اتحاد الصحفيين مرتين، بالإضافة إلى دورة ودية في لبنان، ودورة في الأردن عام 1978، إضافة إلى بطولة المحافظات وبطولة منتخبات المدارس.
حقق جمال زغنون العديد من الإنجازات المهمة خلال مسيرته كلاعب مع نادي الاتحاد، حيث فاز بكأس الجمهورية ثلاث مرات، وحصل على درع محافظة حلب أربع مرات، كما فاز بدورة الوفاء في حمص. كانت نهاية مسيرته الكروية في عام 1988، حين أعلن اعتزاله بعد سفره خارج سوريا لبعض الوقت.
بدأت مسيرته التدريبية بعد أن شارك في العديد من الدورات التدريبية التي أقامها الاتحاد العربي السوري بإشراف الاتحاد الآسيوي، وحصل خلالها على عدد من الشهادات المعتمدة. عمل كمدرب في العديد من الأندية، منها فرق رجال نادي الجلاء، ونادي عمال حلب، ونادي آفس إدلب، ونادي القرداحة، ونادي الحرفيين حلب، إضافة إلى تدريب الفئات العمرية في نادي الاتحاد (صغار، أشبال، ناشئين)، وكذلك منتخبات سوريا لفئة الأشبال والناشئين.
كما عمل كمدرب لفرق رجال نادي الرياضة والأدب في لبنان (درجة ثانية)، ورجال النادي الاجتماعي في لبنان (درجة أولى)، وشباب نادي Immendorf في ألمانيا، ورجال نادي السوري في ألمانيا. كما درب منتخب محافظة حلب لكرة الصالات.
حقق كمدرب عدة إنجازات بارزة، منها الفوز ببطولة فئة الأشبال في قطر، وبطولة ناشئي سوريا في اليمن التي كانت مؤهلة لكأس آسيا وكأس العالم.
على الصعيد الإداري، عمل جمال زغنون كأمين سر لجنة مدربي كرة القدم في حلب، ورئيس لجنة الأحياء الشعبية، كما تم اختياره خلال وجوده في ألمانيا من قبل الوكالة الدولية للرياضة International Agency of Sports للقيام بمهام اكتشاف المواهب وصقلها، وإمكانية احتراف اللاعبين من آسيا في أوروبا، وبشكل خاص في ألمانيا، من خلال التنسيق مع الأندية الأوروبية والاتحاد الألماني لكرة القدم Deutscher Fußballverband.
يُذكر أن جمال زغنون يعود بالفضل في مسيرته الكروية إلى عدد من المدربين الذين ساعدوه على تطوير مستواه كلاعب، ومنهم المرحوم مصطفى حلاق، والكابتن المرحوم زكي ناطور، والمرحوم أنور جوبان، والكابتن محمد ختام، والكابتن فاتح زكي.
لعب زغنون مع عدة أجيال من اللاعبين، حيث ضم الجيل الأول محمود سلطان، ياسين طراب، فؤاد عارف، مأمون مهندس، أحمد هواش، أحمد وتد، عبد الرحمن كاتبة، عبد المنعم مكتبي، مروان شريفة، نزار قبرطاي. أما الجيل الثاني فكان يضم محمد جقلان، جهاد أشرفي، أحمد بنود، جهاد شيط، رياض جابي، عبد القادر سلطان، سمير ليلى، محمود اليوسف، أحمد عاصي، كمال خصيم، أحمد سرميني، رمضان اليوسف، ونبهان خياطة. فيما ضم الجيل الثالث مازن سلقيني، عبد المنعم سواس، عمار أزمرلي، أيمن حزام، عبد القادر عبد الحي، عدنان صابوني، ماهر صابوني، محمود السيد، أحمد سرميني، محمد قدور، ومحمد حنان.
تُعتبر مسيرة جمال زغنون نموذجًا متكاملاً في تاريخ كرة القدم الحلبية والسورية، حيث جمع بين موهبة اللاعب وحكمة المدرب، بالإضافة إلى دوره الفاعل في العمل الإداري واكتشاف المواهب، مما جعله أحد أبرز رموز اللعبة في المنطقة.