لكل السوريين

اللاذقية/ سلاف العلي

جزيرة القصر أو المرح أو جزيرة: كان ياماكان، تقع بالقرب من قرية وطى الشير التابعة لناحية البهلولية شمال محافظة اللاذقية، انها جزيرة أشبه بالخيال وحكايات كان يا ما كان وتعد من أصغر الجزر المأهولة في العالم على مساحة تبلغ 12 دونما وتقع ضمن محيط سد 16 تشرين وتسكن فيها سبع عائلات تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للرزق.

الجزيـرة تتبع إداريا لبلدة البهلولية وقد تم تخديمها بالكهرباء ومياه الشرب أسوة ببقية القرى في ريف المحافظة، وترتفع حوالي 17 مترا عن سطح بحيرة 16 تشرين ما يجعلها لا تتأثر بأي عملية ارتفاع لمنسوب المياه فيها. وان منازلها بنيت على الطراز القديم فجدرانها سميكة وأبوابها خشبية قديمة وتتميز ببرودتها صيفا ودفئها شتاء بسبب سماكة جدرانها ونوعية المواد التي صنعت أسقفها.

إن الجزيرة بنيت على أنقاض قصر روماني قديم وما زالت آثاره شاهدة حتى الآن ولذا سميت باسم جزيرة القصر، وتتألف من حارتين الأولى تسمى حارة القصر، والثانية تسمى الحارة الفوقانية، ويتم زيارة الجزيرة والوصول اليها بواسطة القوارب بين الجزيرة وقرية وطى الشير حيث يتوفر لدى كل عائلة قارب خاص تستخدمه شتاء في الانتقال من وإلى الجزيـرة، ويتم الانتقال عبر القارب فوق مياه عمقها 5 أمتار وقد تواجههم الأمواج شتاء بسبب الرياح العاتية لكنها لا تخلو من المتعة فركوب القارب وحده يبعث على الراحة النفسية كما يقول أهالي الجزيرة ,وفي الصيف عندما تنحسر المياه يمكن لأهالي الجزيـرة الانتقال بينها وبين الشاطئ سيرا على الأقدام أو الانتقال بواسطة السيارة.

وأن معظم سكان الجزيرة من كبار السن الذين رفضوا الانتقال للعيش خارجها، وأن 11 عائلة سكنت الجزيـرة قبل أن تتقلص إلى 7 عائلات، وذلك قبل 25 عاماً حينما غمرت الأراضي المحيطة بالجزيـرة عند إنشاء سد 16 تشرين، ومصدر رزق العائلات السبع التي تسكن الجزيـرة هي المحاصيل الزراعية، حيث يزرع الأهالي الزيتون والحمضيات والرمان والتين وغيرها من الأشجار المثمرة، وفي فصل الربيع عندما يبدأ موسم الري ويخف منسوب البحيرة، يقوم الأهالي بحراثة أرضهم التي كانت مغمورة بالمياه ليقوموا بزراعتها بالخضار الصيفية.

وان توفر الخدمات فيها من كهرباء وماء وجمال طبيعتها الخلابة فقد كانت مقصدا للكثير من الزوار والسياح من جميع الدول وتتميز كذلك بالهدوء والسكينة والبساطة التي تبعث على الراحة النفسية وتنعكس على طباع سكانها الطيبين.