لكل السوريين

التجميد مقابل التجميد.. محاولة للعودة إلى الخيار الدبلوماسي

ذكرت تقارير صحفية أن إدارة الرئيس الأميركي ناقشت مع شركائها الأوروبيين في الأسابيع القليلة المضية، مقترح اتفاق مؤقت مع إيران يشمل تجميد بعض العقوبات المفروضة عليها مقابل تجميدها لأجزاء من برنامجها النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين بالمئة.

وأشار موقع “أكسيوس” الأميركي إلى أن هذا النهج الجديد لإدارة بايدن “يظهر مدى قلق الولايات المتحدة بشأن التطورات الأخيرة في برنامج إيران النووي”.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة لم تستبعد الخيار الدبلوماسي بشكل كلي للتوصل إلى اتفاق للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، لكنها أزالته من جدول أعمالها في العام الماضي بسبب المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا وقمع طهران للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن إدارة الرئيس بايدن “ملتزمة كلياً بالتأكد من عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً، ولا تزال تؤمن أن الدبلوماسية هي أفضل طريق لتحقيق هذا الهدف”.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قلقهم من تصريحات مارك ميلي أمام الكونغرس بشأن الوقت الذي قال إن طهران ستحتاجه لإنتاج سلاح نووي.

سياسة العصا والجزرة

وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قد كشف الشهر الماضي أن إيران لن تحتاج سوى عدة أشهر للحصول على سلاح نووي.

وقال ميلي في جلسة استماع أمام الكونغرس إن إيران “يمكنها أن تنتج مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية في أقل من أسبوعين”، وأشار إلى أن إنتاج سلاح نووي حقيقي لن يستغرق سوى عدة أشهر أخرى.

وتناغمت تصريحات ميلي مع التقييمات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين التي أشارت إلى أن طهران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية في غضون أيام.

واعتبرت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وشددت على أن الولايات المتحدة ملتزمة بعدم السماح لإيران بذلك، وأشارت إلى أن الرئيس بايدن كان واضحاً عندما ركز على “بقاء الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة”.

ومن جانبها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية، إن الولايات المتحدة تبحث عن سبل لتشديد عقوباتها على إيران.

ولكنها أقرت بأن “الإجراءات العقابية لم تؤد إلى تغيير أفعال إيران أو سياساتها بالقدر الذي تريده واشنطن”، وأشارت إلى أن الإجراءات العقابية قد لا تكون كافية لتغيير سلوك الدول.

رسائل متبادلة

رغم تعنت طهران وتهديداتها المتكررة بالرد على العقوبات الأميركية والأوروبية، لكنها بقيت حريصة على عدم إغلاق الباب أمام المسار الدبلوماسي المتعلق بملفها النووي.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران تتطلع إلى مفاوضات تقوم على العقلانية والواقعية، وأشارت إلى أن متابعة المفاوضات النووية “قضية مهمة وجادة بالنسبة لنا”.

وأكدت أن تبادل الرسائل بشأن ملف الاتفاق النووي مستمر عبر قنوات دبلوماسية، وأن الأطراف الأخرى المعنية بالمفاوضات النووية أظهرت اهتماماً بالحفاظ على خطة العمل المشتركة.

وجاء مقترح الاتفاق الأميركي بتجميد بعض العقوبات على طهران مقابل تجميدها لأجزاء من برنامجها النووي في سياق الرسائل المتبادلة بين الطرفين.

وفي السياق ذاته، يضغط الأوروبيون على إدارة الرئيس الأميركي للدفع بإيران إلى التفكير بشكل جدي في مسألة إحياء الاتفاق النووي.

ويرى مراقبون أن كل الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني تسعى إلى التفاوض لإيجاد مخرج ما للعودة إلى اتفاق عام 2015 النووي، ويستبعد الجميع الخيار العسكري ضد إيران  في ظل الظروف الدولية السائدة، وخاصة الحرب الروسية على أوكرانيا.

يذكر أن عقبة جديدة كادت أن تعطل محاولات العودة إلى التفاوض عندما رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7 بالمئة.

واعتبرت الولايات المتحدة أن العثور على هذه الجزيئيات بهذه النسبة من التخصيب “تطور مقلق” فهي تقترب من نسبة التسعين بالمئة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.

ولكن طهران قللت من أهمية هذا الأمر، وتحدثت في رسالة وجهتها إلى الوكالة، عن “تراكم غير مقصود” بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في التخصيب.