لكل السوريين

تقليل المياه من قبل تركيا وارتفاع التكاليف.. هاجس يقلق مزارعي الرقة ويمنعهم من زراعة القمح بكميات كبيرة

الرقة/ أحمد سلامة 

يعتبر محصول القمح من المحاصيل المهمة في سوريا, وتنشر زراعته في مناطق “الجزيرة السورية” وبعض مناطق الغربية منها, وتعتمد عليه كمحصول أساسي في غذاء أهالي المنطقة, بحيث يزرع بمساحات كبيرة في مناطق شمال شرق سوريا.

وتكمن أهمية هذا المحصول في كونه العنصر الأساسي في مادة “الخبز”, بحيث يعتبر الغذاء الأساسي لشعوب المنطقة، إذ لا يخلو أي بيت منه, إلا أن زراعة هذا المحصول لهذا العام قد تشهد تراجع كبيرا, وذلك بسبب عدة عوامل كما أفادنا بها فلاحو المنطقة أهمها قلة المياه وارتفاع تكاليف الزراعة.

وكانت لصحيفتنا جولة على بعض الأراضي التي يستعد مزارعيها لزراعة القمح، وأجرى مراسلنا لقاءات مع عدد من الفلاحين، أوضحوا من خلالها مشاكلهم لهذا العام.

وقال محمد الخضر فلاح من قرية الأسدية شمالي الرقة، إن “الفلاحين مخاوف كبيرة من زراعة محصول القمح، ومنها قلة المياه التي من شأنها أن تجعل الإنتاج قليل جدا، وذلك بسبب قلة مياه الأمطار، وتراجع منسوب مياه نهر الفرات بعد استمرار قطعه من قبل تركيا، فقد أصبح هاجس قلة المياه يؤرق المزارعين في هذا العام”.

وأضاف “محصول القمح هو محصول يعتمد على المياه بكثرة, وفي ظل هذا الشح من الأمطار, يصبح الاعتماد على مياه نهر الفرات, التي بدورها عانى منها الفلاحين في الموسم الماضي بحيث لم أسقي أرضي إلا مرة واحدة, وهي لا تكفي لإنتاج محصول وفير يغطي تكاليف الزراعة”

وأوضح محمود السفراني وهو من فلاحي “قرية القحطانية” بالريف الغربي لمدينة الرقة, بأن تكاليف زراعة محصول “القمح” عالية جدا, فقد وصل سعر كيس  السماد الواحد إلى “110” الأف ليرة سورية, بينما كيلو البذار يصل إلى”1500″ ليرة سورية, وبهذا لا يستطيع الفلاح  دفعة التكاليف الأسمدة وغيرها.

واستطرد “الآفات الحشرية التي تضرب المحصول تحتاج إلى مبيدات ومكافحة فورية، وقد أصبحت تباع هذه المبيدات بالعملة الصعبة (الدولار) بحيث يصعب على الفلاح تأمينها بشكل كبير، مما يؤدي إلى ضرر في المحصول وتلفه، ويكون ذلك ضربة موجعة للفلاح وموسمه الزراعي”.

ويطمح فلاحو مدينة الرقة إلى دعم كبير لهذا المحصول من سماد وبذار ومبيدات حشرية, من شأنها أن تساعد الفلاح في القدرة على زيادة الإنتاجية ووفرة هذا المحصول وزراعته بشكل واسع وكبير في جميع المناطق.