لكل السوريين

مصابات سرطان الثدي في ادلب.. أصابات مبكرة ومعاناة مضاعفة

تختلف المعاناة التي تعانيها مريضات سرطان الثدي في سوريا عموماً جراء الحرب، وتزايدت الصعوبات التي تواجههن بدءًا من ندرة الأدوية إلى ارتفاع تكاليف العلاج، وصعوبة الوصول إلى المشافي التي تقدمه، وتشتد وطأة هذه المعاناة في المناطق المحاصر، او في المناطق التي تفتقر لأدوية كيماوية.

الخمسيني سلمى رضا، إحدى المصابات بسرطان الثدي في مدينة إدلب، والتي شهدت حالتها انتكاس كبير مؤخراً نتيجة صعوبة السفر إلى دمشق وتكاليف الفنادق الباهظة، والتي اكدت بدورها ان لم تستمر في العلاج بالوقت المطلوب فأن حالتها ستتراجع اكثر فأكثر مما قد يودي بحياتها.

حيث ان حكومة دمشق تحتكر ادوية السرطان “الجرعات” ولا تعطيها إلا عن طريق مشافيها الخاصة وفي العاصمة دمشق حصراً، وهذا يهدد حياة الاف المصابين بمرض السرطان القابعين في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وفي لقاء للسوري مع احد الأطباء في ادلب تحدث عن زيادة عدد الوفيات يوم بعد يوم وكل ما بإمكاننا ان نقف متفرجين، فبعد انقطاع الادوية لا نستطيع تقديم الكثير لهم؛ سوى المراقبة والعناية بهم وهذه وحدها غير كافية.

فيما تحدثت منظمات ووسائل اعلامية في ادلب وريفها عن ارقام خيالية لإعداد المصابين في المدينة والمخيمات التابعة، بينما كشفت عن وفاة اكثر من 20 امرأة بسرطان الثدي منذ بداية 2023 حتى اليوم.

ويعود اسباب انتشار هذا المرض وتزايد حالاته وانتكاس الكثير منهم؛ نتيجة تأثر المرضى وشدة القصف من قبل حكومة دمشق وروسيا، وافتقار المرضى إلى الشعور بالأمان والضغوط النفسية.

وعن وضع مرض سرطان الثدي في ادلب أفادنا احد الاطباء المختصين، أن هناك زيادة في نسبة حدوث المرض نتيجة ازدياد المواد المسرطنة، وخاصة المواد الكيماوية التي ألقاها النظام على إدلب، وريف حماة.

كما أن عدم توفر الأدوية، ومراكز العلاج الكيماوي والشعاعي، وصعوبة الدخول إلى تركيا، أو إلى مناطق النظام بسبب الوضع الأمني والخوف من الاعتقال، كلها أسباب تؤدي إلى تزايد أعداد الحالات، وتفاقم الإصابات.

وأوضح أن علاج سرطان الثدي يكون على شقين جراحي ودوائي، مبينًا أن العلاج الجراحي متوفر في معظم المشافي، وبكفاءة جيدة.

أما العلاج الكيماوي والشعاعي فهو غير متوفر، ولا يوجد أي مركز متخصص في إدلب، كما أن الأدوية الخاصة بسرطان الثدي يتم الحصول عليها من تركيا، أو من مناطق النظام.

وعن تأثير الحرب واللجوء على مرضى سرطان الثدي تحدث الطبيب وسام الدالاتي، مدير قسم أمراض الثدي في منظمة “مابس”، ومركزها في لبنان، أن أغلب الحالات التي يتم تشخيصها في المركز تأتي في مراحل متأخرة، فتكون نسبة الاستجابة للعلاج ضعيفة.

وأوضح أن 80% من النساء اللواتي يأتون إلى المركز للعلاج يكنّ في المرحلتين الثالثة والرابعة من المرض، مبينًا أنه في المرحلة الرابعة يكون الورم قد انتشر في كامل الجسم ولا سبيل للعلاج، أما في المرحلة الثالثة فهناك إمكانية للشفاء ولكن مع الاحتياج لكل أنواع العلاج من الجراحة للكيموثيرابي وغيرها فتكون التكلفة عالية، ونسبة الشفاء منخفضة.

وأشار مدير القسم إلى أن مركز المنظمة بدأ بالعمل منذ سنة ونصف تقريبًا في لبنان تم خلالها إجراء مسح لحوالي 4000 امرأة، شُخّص منها نحو 55 حالة إصابة بمرض السرطان، أي بمعدل ثلاث حالات في الشهر.

ولفت الطبيب إلى أن نسب الإصابة بالمرض قريبة من النسب العالمية للدول التي يحدث فيها انتشار مرتفع جدًا لسرطان الثدي، كما يلاحظ أن الإصابة بالمرض تكون في أعمار مبكرة، فـ 45 % من النساء يصبن بالمرض تحت سن الخمسين، بينما عالميًا تكون 20% فقط من النساء المصابات تحت سن الخمسين.