لكل السوريين

الغلاء يدفع نساء من ريف دمشق للبحث عن بدائل متوفرة

ريف دمشق/ روزا الأبيض

تتردد سلمى إلى أحد محلات الملابس المستعملة (البالة) في ريف دمشق، لشراء ملابس قطنية ممزقة وخرق مهترئة بأسعار رخيصة لإعادة حياكتها واستعمالها.

تعمل سلمى محمد (46عاماً) بإعادة تدوير ملابس البال القديمة وصناعتها من جديد للاستخدام وبيعها في السوق لتوفير مصاريف تكلفة معيشتها.

بينما تصنع ميادة قطعاً، قطع قماش متناثرة ومجتزئة من جارها الخياط، فاضت عن حاجته بثمن بخيس، تقول إنها تختار منها الألوان التي تناسب أثاث منزلها وتحرص على اختيار السميك منها لتمنحهم بعض الدفء في فصل الشتاء، وتقوم ميادة التي تعمل كخياط في البداية برسم الشكل مستفيدة من موهبتها في الرسم، ثم تجمع عدة قطع بألوان مختلفة، وتحيكها.

وفاطمة من سكان مدينة ريف دمشق هي الأخرى، تستعين بنواة التمر لصنع القهوة فهي غير قادرة بدء يومها بدون هذا المشروب المنشط وقد ازداد سعره لحد كبير فلم يعد باستطاعتها شراءه، حيث تستهلك كيلين من البن خلال الشهر، وتقول إنها كانت تخصص ميزانية لهذا المشروب، ولم تعد تستطيع تكبد نفقاته بسبب تغير سلم الأولويات، كشراء المازوت للتدفئة في شتاء، إلى جانب أجرة المنزل،

شاهدت فاطمة العملية تلك إحدى المرات على اليوتيوب طريقة تحضير القهوة من نواة التمر، فقررت إتباعها، فأعجبتها طعمها، “صحيح أن البن أشهى، لكنه لذيذ أيضا ويفي بالغرض، المهم أريد ما يبقيني يقظة خلال العمل والدراسة”.

واستبدلت مع مها مشروب المتة بعد أن ارتفع سعرها، فاضطرت المرأة لتلك العملية للتحايل على الارتفاع الكبير في الأسعار، وفي ظل حاجتها لصناعة جوها الخاص بما هو متوفر لجأت لتلك العملية التي تقول أنها تمنحها السعادة.

كما مسحن نساء أخريات مستحضرات تنظيف الشعر من قائمة المشتريات الشهرية، واستعضن بدلاً عنه بسائل الجلي، حيث حرصت على شرائه مصنوع من مواد طبيعية لتضمن عدم تلف شعرهن.

وبعد تسبب المياه بتسمم العديد من السكان، ولا قدرة مادية لي لشراء غالونات مياه معقمة، قامت آلاء بغلي المياه ليلا عندما تكون الكهرباء متوفرة، ثم تعبأها وتخزنها في البراد، في ظل خشيتها على أطفالها من التسمم ودخول المستشفيات.

وأجبرت الظروف المعيشية سكان مدينة ريف دمشق على البحث عن بدائل متوفرة ويستطيعون شرائها في ظل الغلاء الكبير، وتدني القدرة الشرائية للسكان، بسبب انهيار قيمة الليرة السورية.