لكل السوريين

ارتفاع كبير بأجرة التكاسي وقلة في المواصلات يسببها رفع سعر البنزين

حماة/ جمانة خالد

في ظل تداعيات قرار رفع البنزين، شهدت حركة النقل في عدد من شوارع حماة حركة غير عادية، بسبب نقص عدد السيارات العامة المخصصة للنقل، حيث بدأت التكاسي العمل كسرافيس متقاضية 5 آلاف ليرة، على الراكب الواحد، وسط عزوف واضح عن ركوب فردي للتاكسي.

فبعد فترة وجيزة من قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، رفع سعر لتر البنزين المدعوم 90 أوكتان على البطاقة الإلكترونية إلى 2500 ليرة سورية، بعد أن كان يبلغ 1100 ليرة، أي بنسبة 130 بالمئة.

بدأت سيارات الأجرة الخاصة تستفيد من الوضع، وحاجة عدد من المواطنين لوسائل النقل برفع الأجور إلى مستويات كبيرة.

لا تزال أزمة المحروقات هي الهاجس الأكبر لدى السوريين، حيث تضر ندرتها وارتفاع أسعارها بكل مناحي الحياة الاقتصادية، لا سيما أنها إحدى مفاصل الحركة اليومية في الحياة العامة، وبالتزامن مع تأخر وصول الرسائل للمواطنين؛ ارتفع سعر البنزين في السوق السوداء إلى 8500 ليرة سورية.

وباتت أجرة التكاسي في حماة كبيرة جدا، حيث تصل لـ 8 آلاف، وسطيا بالنسبة للمسافات القصيرة، وبين الـ20 ألفا والـ30 ألفا للمسافات الطويلة، حتى اشترط بعض السائقين مجرد الركوب بـ”التاكسي” يكلف 5 آلاف.

ويسوغ سائقي التكاسي حججا كبيرة منها مضاعفة أسعار مواد الصيانة، والإصلاح والتكاليف، ومتطلبات العمل والأجور، وكذلك تضاعف أسعار البنزين المدعوم في الآونة الأخيرة، انعكس بشكل مباشر على المواطن رغم الانخفاض الواضح في الطلب على سيارات التاكسي خارج منطقة.

في المقابل، مصدر في فرع محروقات حماة، قال إن مخصصات المحافظة انخفضت في الفترة الماضية من 16 طلبا، إلى 13 طلبا، على حين أن الحاجة الفعلية للمحافظة تبلغ 21 طلبا من مادة البنزين.

وبشأن تأخير وصول الرسائل لأصحاب السيارات، أوضح المصدر ذاته، أن الموضوع يتعلق بكميات المادة التي تصل إلى المحافظة، وعلى الأرض هناك تأخير في بعض المناطق الريفية، حدث ذلك الأسبوع الماضي.

وبحسب مصدر في التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة، تم تنظيم ضبوط عدة بالإتجار بالمحروقات في مدينة حماة وريفها، وإحالة المخالفين إلى القضاء المختص، إذ تم ضبط محال تجارية عدة، وباعة يقومون ببيع مادة البنزين في السوق السوداء.

يقول سكان في حماة إن البنزين متوفر بكميات كبيرة ويُباع على الطرقات وضمن المحال التجارية بشكل علني ولكن بسعر 8500 ليرة سورية، والكمية التي يطلبها الزبون تتوفر، في حال تأخرت رسائل البنزين في المحطات إلى ما يزيد عن 12 يوما مع شح المادة في محطات البيع بسعر التكلفة.

ويشتكي سكان حماة من ارتفاع أسعار تعرفة المواصلات في دمشق، وعدم التزام السائقين بالتعرفة الحكومية، بحجة أزمة المحروقات المتكررة في المحافظة، ويبدو أن وجود الأزمات لن يختفي من الحياة اليومية للسوريين، وسيبقى شبحا يطاردهم، خاصة ممن يعيشون تحت خط الفقر، والذين تشكل نسبتهم الآن، أكثر من 90 بالمئة.

وساهمت أزمة المحروقات مؤخرا في شلل شبه كامل لوسائل المواصلات، في ظل عزوف معظم السائقين عن العمل، بدعوى عدم تلقيهم لمخصصاتهم من المحروقات، فضلا عن ارتفاع كافة أسعار السلع، والمواد الأساسية التي يعتمد إنتاجها بشكل أساسي على المحروقات والكهرباء.