لكل السوريين

محافظة درعا.. فقر وجبات الإفطار.. وغياب الجَمعات الرمضانية

يأتي رمضان هذا العام في ظل ظروف معيشية خانقة تشهدها محافظة درعا وباقي المحافظات السورية، وأضعفت هذه الظروف قدرة الأهالي على شراء المستلزمات الرمضانية المعتادة، وباتت معظم أسر المحافظة تواجه صعوبة كبيرة في تأمين المواد الغذائية الضرورية لإعداد وجبات الإفطار والمأكولات الرمضانية.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق مع بدء الشهر المبارك، وأصبحت موائد الإفطار تقتصر على الأصناف الأساسية من حبوب وأرز وزيوت وخضروات، وغابت عن موائد أغلب الأسر هذا العام المواد الغذائية الأخرى مثل اللحوم والدجاج والأسماك.

وفي نشرة أسعار رصدتها صفحات إخبارية محلية في أسواق بعض مدن وبلدات المحافظة، وصل سعر الليتر الواحد من زيت دوار الشمس إلى حدود العشرين ألف ليرة سورية، وتجاوز سعر كيلو اللحم السبعين ألف ليرة، وتراوح سعر كيلو الأرز بين 15000و19000 ليرة.

وبرّر مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة ارتفاع أسعار السلع الغذائية بارتفاع تكاليف الإنتاج، واعترف بعدم قدرة كوادر مديريته على كبح جماح هذا الارتفاع بسبب ضعاف النفوس من التجار الذين لم يلتزموا بالتسعيرة المحددة في النشرة التموينية، حسب قوله.

غياب الجمعات الرمضانية

في ظل غلاء الأسعار الفاحش اضطر معظم أهالي درعا للتخلي عن عادات توارثوها عن آبائهم، مثل اجتماع العائلات والأقارب على مائدة الإفطار، وكان من المعيب الاستغناء عنها أو تجاوزها، واقتصر وجودها هذا العام على الأسر الميسورة، فالقدرة الشرائية المتدهورة لمعظم الأهالي لا تترك مجالاً لتطبيق ذلك التقليد أو التمسك به.

ويعتبر تجمع الأهل والأقارب حول مائدة الإفطار وإعداد الاطباق الشهيرة التي لا يطيب الشهر الفضيل إلا بها، من العادات الجميلة التي كانت سائدة بالمحافظة، فاجتماع الأهل والأقارب في بيت واحد يعتبر من التقاليد التي تحتوي على الكثير من الإيجابيات الاجتماعية الحميدة، وتساهم في تعميق العلاقات العائلية، إلا أن الكثير من الأسر اليوم باتت مضطرة للتخلي عن هذا التقليد الجميل، لعدم قدرتها على تغطية نفقاته، واقتصار اهتماماتها على تأمين وجبة الإفطار والسحور بسبب غلاء المعيشة وتدني دخل الفرد وحالة الفقر الذي  طال أثره مجمل مناحي  الحياة.

وبحسبة بسيطة، تتضح معاناة أهالي المحافظة في الشهر المبارك، حيث لا يتجاوز دخل المواطنين وخاصة الموظفين منهم مبلغ 150 ألف ليرة سورية شهرياً، في حين تتخطى تكلفة إفطار رمضاني بسيط، لأسرة قليلة الأفراد المئتي ألف ليرة سورية، بما يعني أن دخل الموظف لا يكاد يكفي لوجبة إفطار واحدة.