لكل السوريين

التضخم سبب رئيسي.. طباعة عملة من فئة 10 آلاف ليرة لا تزال تلوح في الأفق بحلب

حلب/ خالد الحسين 

بين الحين والآخر، يعود إلى الواجهة الحديث حول نية مصرف سوريا المركزي طرح ورقة عشرة آلاف ليرة سورية للتداول في الأسواق، لتُعيد تلك الأنباء إلى الأذهان، مع نفي المصرف لها، الآلية التي تعاملت بها الحكومة في نفي الأنباء التي تحدثت في السنوات الماضية، عن نية المصرف طرح ورقة خمسة آلاف ليرة، ثم طرحها لاحقًا للتداول.

وحول أثر إنزال ورقة نقدية من فئة ١٠ آلاف ليرة، أكد رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية في سوريا عابد فضيلة، أنه لو تمت طباعتها وطرحها للتداول، فلن يكون لها أي أثر على زيادة التضخم، بل إن وجود التضخّم هو السبب وراء طرح فئات نقدية كبيرة لتسهيل التعاملات التجارية والمصرفية النقدية.

ولكنه بالمقابل يشترط ألا يتم طبع كمية أكبر من النقد، تزيد عن حجم إجمالي القيمة السوقية السنوية للإنتاج السلعي والخدمي، تقسيم سرعة أو وتيرة دوران النقود السنوي في التعاملات التجارية في البلد.

والأهم في ذلك أن يتم طباعة كمية من فئة ١٠ آلاف ليرة سورية، تساوي حجم ومبلغ الكمية التي يتم إتلافها من النقود المهترئة، بحسب ما يؤكده رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية، إضافة إلى حجم ومبلغ الكمية من النقود التي يتم تجميدها، كاحتياطي مستقبلي في أقبية ومستودعات المصرف المركزي.

ومع هذه الإيجابيات التي تقف وراء طرح فئة نقدية جديدة كبيرة من النقود، إلا أن لها سلبيات، حيث يرى فضلية بأنها تسبب مشكلة نفسية ظاهرية لدى المواطنين الذين يعتقدون خطأ أن طرح مثل هذه الفئات الكبيرة يعني مزيد من التضخم، وهذا طبعا غير صحيح، وفقاً لفضيلة.

وبين فضلية، أنه على الرغم من نفي مصرف سورية المركزي نيته طرح ورقة نقدية جديدة من فئة عشرة آلاف ليرة، إلا أن توقعات إصدارها لاتزال تلوح في الأفق، وحتى بعد تأكيدات حاكم المصرف عصام هزيمة استمرار العمل للمحافظة على استقرار أسعار الصرف وكبح التضخم، إلا أن التضخم لم يكبح ولم يتوقف، ولانزال، نشهد ارتفاعات متتالية لأسعار العديد من السلع والخدمات، الأمر الذي أرهق المواطن السوري، وجعله يترقب الحلول “من غامض علمو” بحسب تعبيره.

اعتبر فضيلة أن التضخّم يحدث نتيجة العديد من المتغيرات الاقتصادية الدّاخلية والخارجية ومنها لحجم الكتلة النقدية وتوظيفها توظيفاً إنتاجياً مجدياً ومثمراً ينتج عنه مزيد من فرص العمل وزيادة في الإنتاج والإنتاجية.

ويرى فضلية أن التضخم إضافة إلى عوامل أخرى له علاقة بحجم الكتلة النقدية الموجودة في التداول وبحجم الإنتاج وليس بالفئات النقدية أكانت فئات صغيرة أم كبيرة.

وفي وقت سابق، نقلت تقارير صحفية عن رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية في سوريا، عابد فضيلة، أن طباعة عملة ورقية من فئة العشرة آلاف، يمكن له أن يكون حلا للتضخم وسيساهم في تخفيف ضغط التعامل النقدي.

ووفق التقرير، فإن الحديث عن طباعة فئة جديدة من العملة السورية إلى العام الماضي، وسط تحذيرات متزايدة من هذه الخطوة، والتي اعتبرتها مصادر اقتصادية واحدة من الحلول المقترحة بقوة للمناقشة على طاولة الحكومة.

ويذكر أن المصرف المركزي كان قد طرح ورقة نقدية جديدة من فئة خمسة آلاف ليرة سورية في مطلع العام الفائت 2021.