لكل السوريين

معلمات ينتقدن عدم تلبية دعوة للسماح بتصحيح الأوراق الامتحانية بمنتجع سياحي

طرطوس/ ا ـ ن 

كلنا استغربنا واثيرت كل العواطف لدينا كمواطنين سوريين ، حين شاهدنا صور  المعلمات وهن يصححنا الأوراق الامتحانية على ضوء فلاش الموبايل في محافظة طرطوس ، والابشع من ذلك عندما حاولت غرفة سياحة “طرطوس” التدخل بالأمر, اللي فيه شوكة تضل تنخزه, والدفاع في وجه الهجوم على منح المنشآت السياحية إعفاء من التقنين, ودافعوا بشراسة عن قطاع السياحة، مبررين أهميته في تأمين فرص العمل “لأقارب وجيران المنتقدين”، حتى كادوا أن يقولوا أن تعافي القطاع السياحي يعني الحفاظ على الأمن الغذائي، إلا أنهم لم يقولها، ولا نعرف ما منعهم من ذلك.

 

المعلمة فاتن مدرسة لغة فرنسية ، قالت لنا ,نحن رسميا مكلفين بتصحيح الأوراق الامتحانية, ونذهب الى مركز المحافظة على حسابنا الشخصي, ومع صعوبة المواصلات بالذهاب والإياب, يعني ليست تجره انما تكليف ,وفي ظروف مناخية وصحية واجتماعية واقتصادية سيئة, لقد عشنا ظروفا سيئة جدا, اضطرتنا لتصحيح الأوراق الامتحانية على ضوء فلاش موبايلاتنا.

 

المعلمة روعة محمد مدرسة مادة الرياضيات قالت لنا حرفيا: ينعم المصطافون بالكهرباء والتكييف ونعمة السياحة، التي يستحيل على راتب المعلمين توفيرها، ولو لنزهة صغيرة في إحدى الحدائق العامة، ولولا الدورات لما كنا استمرينا بالعيش، ورغم ذلك تخضع الدورات إلى مزاجية المعلمين، وهي ليست مشروعة ولا أسعار نظامية لها إلا التي في المعاهد الخاصة ومع ذلك لا تكفينا إلا لسد حاجيتنا، ولا ننتبه الى الوقت كيف يمر، انما مر على صحتنا واجسادنا، كل شيء له ثمن لا نعرف أولادنا ولا نعرف بيوتنا ونستهلك مع الزمن صحتنا.

 

وحول رد مديرية السياحة بالمحافظة، سألنا احدى المدرسات، وهي السيدة أم خضر كما احبت ان تعرف على نفسها، وتدرس مادة اللغة العربية، من يهاجمنا وينتقدنا ويرد علينا اليوم، هو ذاته من كان يفترض به  أن يدافع عن الطلاب الذين خاضوا امتحاناتهم على ضوء الليدات وقساوة برد الشتاء، فعميت ابصارهم وتأذت صحة عيونهم وصحتهم , واليوم نحن كمعلمات ومعلمين قمنا في معظم الأحيان, بتصحيح الأوراق الامتحانية , على ضوء موبايلاتنا , وليس صحيحا انه انتقينا وقت انقطاع الكهرباء, وقمنا بالتصوير, أولا الكهرباء تنقطع باستمرار, والاضاءة في مراكز التصحيح كانت على الليدات, واضاءت اللدات ذات جودة غير مناسبة كانت بعد نصف ساعة على الأكثر, تصبح سيئة جدا, نحن لا ندعي ولا نختلق القصص الكاذبة , انما هذه قصتنا الحقيقة, وغير ذلك , كان من الضروري على مراكز التصحيح, تامين اضاءة عالية الجودة, وخاصة اننا ملتزمين بالتصحيح, ولا نستطيع إيقاف الامر , فاضطرينا لاستعمال أضاءت بعض الموبايلات لزملائنا.

 

المدرسة سعاد وهي تدرس مادة الفيزياء والكيماء، لم يدافع أحد عن أولئك المعلمات والمعلمين، عن عبث , انما تعاطفوا معهم بقوة كل الناس, الذين تداولت صورتهم على نطاق واسع، حيث إن الكهرباء تنقطع كالعادة, وعندما تقدم الوقت, أصبحت جودة الضوء غير مناسبة , لم نتحين الفرصة لأخذ الصورة، ومن ثم نعمل مسرحية باهتة, نقوم بتشغيل الليدات ومتابعة العمل، بعد نشر الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذه نظرية غريبة من نوعها بالفعل، ومشكوك بها، والقائلين بها من المسؤولين, والواضح ببساطة متناهية, أن من التقط الصورة كان يشعر بغبن كبير، أكبر من مجرد انقطاع الكهرباء لعدة دقائق, كما يدعون المسؤولين, لانهم قالوا بتناقض غريب, إن عمليات التصحيح أوقفت بسبب قلة جودة الضوء، ما يوحي أن الكهرباء قطعت لأكثر من مجرد دقائق، وحتى لوقت طويل أدى لقلة جودة إنارة الليدات بعد نفاذ الشحن.

 

المدرسة نبيلة وهي تدرس مادة اللغة الإنكليزية قالت لنا بالحرف ساخرة وجدية: لا بأس طالما أن المنتجعات عامرة بالكهرباء والسياح والنقود، المعلمون والمعلمات بالتأكيد سيتفهمون الموقف، وسيتفهمون استغراب مسؤول السياحة، كذلك أهمية هذا القطاع في دعم اقتصاد بلادهم، تماما مثل ذلك السائق الذي يوصل اللحوم والفواكه لمنزل ما, دون أن يملك فرصة تناول لقمة واحدة منها, اذا بقينا احياء للسنة القادمة انشاء الله, تبقوا خدوا المعلمين والمعلمات يصححوا الأوراق الامتحانية بشي منتجع سياحي، منو كهربا ومنو يتعرفوا على معالم وطنهم البعيدة عنهم, والقريبة جدا عليهم.