لكل السوريين

الإصلاح الإداري -4-

الإصلاح الإداري -4-

إعداد وبتصرف انعام ابراهيم نيوف 

بات من المسلم به ان دور الدولة المعاصرة يقاس بقدرتها على الوفاء بحاجات المجتمع والارتقاء بأفراده الى مدارج العيش الرغيد والحياة الامنة والرغيدة وذلك بتوفير ما يلبي حاجاتهم وطموحاتهم وسبل الوصول اليها وتحقيق احلامهم.

وللتفريق بين مدلولات الإصلاح الإداري ومرامي الإصلاح الإداري لابد لنا أن نعرف مسميات المفهوم الصحيح للإصلاح الإداري ومراميه وأبعاده:

اولا: التطوير الإداري: هو النشاط الذي يتصف بالديمومة والاستمرارية وهدفه وابعاده التطور التدريجي والتلقائي او الفوقي لمكونات النظام الاداري وعناصره المختلفة، أي انه عملية منهجية لإنشاء وظيفة للمدراء تترجم الاهداف الى اجراءات قانونية وفعالة لتحقيق تلك الاهداف وتأتي اهمية التطوير الاداري.

مطلوب جهود لتطوير الإداري.

مواكبة التغييرات السريعة في التكنولوجيا.

فهم سلوك الناس في البيئة الثقافية والاجتماعية المتغيرة.

تلبية اجتياحات العملاء.

المسؤولية الاجتماعية للأعمال لتحقيق الانسجام والسلام في المؤسسة.

المعرفة والالمام بمبادئ الادارة والتقنيات والممارسات.

فهو بذلك عملية ادارية تراكمية ومتواصلة وليست وقتية، وتقوم العملية التطويرية اساسا على تفعيل الواقع الاداري القائم ودعم مواطن القوة فيه ونقله الى حالة بنائية وانتاجية أفضل في ضوء المستجدات والمتغيرات الادارية الحديثة كما تقوم على معالجة الخلل في التكوينات الادارية.

يواجه التطوير الاداري بعض المعوقات والمشكلات الادارية تعود الى ازمة في التنظيم تنعكس في:

تعقيد الإجراءات، وصعوبات التنظيم والهيكل.

وضع الرقابة ومركزية السلطة والصعوبات السياسية.

ضعف كفاءة الاتصال ونقص المهارات والأدوات.

الخلل في العلاقات التنظيمية والحواجز الثقافية والاجتماعية.

ثانيا: التنمية الإدارية: لا يمكن التخلص من مظاهر التخلف الاداري والفساد الاداري الا من خلال تطبيق التنمية الإدارية.

والتنمية الادارية مصطلح يشتمل على ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وظهرت التنمية الادارية لمواجهة ما يعتري التنظيم الاداري العام من مشكلات وتمكينه من الاضطلاع بمهماته والقيام بوظائفه ومحاربة التخلف الإداري.

إذا التنمية الادارية ليست واقعة مادية، وانما ظاهرة يريدها الانسان لصالحه وهي تعني تقدم الادارة في الاتجاه الذي رسمه لها المجتمع الذي تندرج فيه، فالتنمية الإدارية تتم من خلال تنمية منظمة وضرورة الارتقاء بالمهارات الانسانية مع التركيز بصفة خاصة على الجوانب السلوكية.

اما إدارة التنمية فهي ذلك المفهوم الذي يهتم بوضع الاهداف، واختيار النظريات، ورسم السياسات، وبمعنى اخر فإن إدارة التنمية تقوم على وضع أولويات للعمل الإصلاحي، لكن التنمية الإدارية هي استراتيجية شاملة تعتمد على جهود منظمة تهدف الى احداث التغيير بهدف الوصول الى كفاءة الجهات الادارية وفاعليتها لتطوير مقدراتها على التجدد، والتطور، والتلاؤم مع المتغيرات السريعة العملية والسياسية، والتشريعية، والاقتصادية، ويفترض ان تمكن التنمية الادارية متخذ القرار من القدرة على رؤية الامور بوضوح، وبشكل واقعي، وتحليل معمق وموضوعي ، وعليه تعد التنمية الادارية عملا إداريا وعمليا منظما من شأنه إحداث تغيير مخطط وهادف لتحولات إيجابية في مجمل عناصر العمل الاداري في الدولة .

ان التنمية الإدارية مكملة للإصلاح الاداري فهي تعني التكوير والتنظيم والاصلاح الاداري يعني التجديد في الاهداف والتحديث في الهياكل واصلاح القوانين.

ثالثا: التحديث الاداري: اذا كان الاصلاح الإداري يشبه الى درجه كبيرة التطوير الاداري، وهذه المسميات (الاصلاح الاداري، التطوير الاداري، التنمية الادارية، التحديث الاداري) انما هي تهدف الى احداث التغيير نحو الافضل في ميادين العمل الاداري ، وتستخدم هذه المسميات للدلالة على مفهوم التغيير في نظم تقديم الخدمات الحكومية وأساليبها، إلا ان هناك  مفهوما جديدا بدأ بالظهور ،هو ان الاصلاح الاداري ما هو الا مرحلة تتلوها مرحلة اخرى للتنمية الادارية وكلا المرحلتين تشكلان مرحلة جديدة للتطوير الاداري يتناسب مع احتياجات العمل ونماذج الاصلاح الإداري:

النموذج الوقائي: يتم من خلال اتساع الصلاحيات من اجل الوقاية من الأخطاء.

النموذج الوصفي: تتم فيه دراسة مشكلات إدارية محددة.

النموذج المعياري: وفيه يتم استخدام القوانين والتشريعات لحل المشكلات الإدارية.

النموذج الارتكاسي: يتم فيه تحليل المشكلات الإدارية الموجودة ووضع الحلول لها.

النموذج الفعال: وهو عملية ذاتية تتفاعل وتتكامل وبحركة مستمرة مع البيئة والمتغيرات المحيطة.

ان التحديث والتنمية هي احلال قيم جديدة محل قيم تقليدية بدائية تفيد في تطوير المجتمعات.

يتبع…..