لكل السوريين

التلوث البيئي وعدم مبالاة الإدارات ينتج لنا أجيالا غير مستقرة

أعتذر كوني سأتبع الأسلوب الفلسفي التي يفكر طويلا في البيضة خلقت قبل الدجاجة أم الدجاجة خلقت قبل البيضة، ومن هذه الجملة سنبدأ الحديث عن الجو العام أو الحالة النفسية السائدة لدى غالبية المواطنين في سوريا عموما وفي شمال شرق سوريا على وجه الخصوص، والتي تتصف بالاستياء والضجر والغضب السريع وعدم الراحة.

ولكن التساؤل هل الجانب البيئي هو المسؤول عن هذا أم أن المتهم ضعف العائد المالي الذي لا يتماشى مع الواقع المعاش، ولكن ضمن احتمالية المقولة القانونية المعروف عرفا كالمشروط شرطا إن إنتاج جيل يتمتع بحالة نفسية جيدة ولديه القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة وبناء الوطن لابد أن تتوفر له البيئة التي تساعد على تنشئته ليتمتع بما ذكرت.

وكما ذكرت مسبقا الحالة العامة لأهالينا لابد أن نذكر أسبابها، ولعل من أهم الأسباب هو الجانب البيئي، لذلك فكلنا سمع عن التلوث البيئي.

وسنتحدث اليوم عن عدة جوانب لهذا التلوث، ولعل من أهم الملوثات التي تجتاح المدن وهي التلوث السمعي الذي نلاحظه بسبب انتشار المهن ضمن النطاق السكني كمهن الحدادة والنجارة والمهن الصناعية، والتي تسبب ضجيجا لا يحتمل، عدا عن صوت محركات مولدات الكهرباء المنتشرة في كل بقاع المدن مع صوت الضجيج المنتشر من الكثافة المرورية للسيارات في المدينة.

وبالإضافة للتلوث السمعي هنالك التلوث البصري الذي نشاهده في المدن، ويعود لعدة أسباب منها النظام العمراني الذي لم يكن مدروسا بجدية لخلق وحدات سكنية بيئية، وكذلك عدم توحيد المظهر العمراني للمباني، بحيث تلاحظ بنفس الحي أشكالا وألوانا متعددة وغير متطابقة، بحيث يكون الشذوذ البصري واضح المعالم، بالإضافة عدم وجود كفاية من توزيع للبساط الأخضر، والتي يعتبر من الألوان المريحة للجملة العصبية.

وكما أن التلوث للجو الناتج عن الانبعاثات لغاز أحادي أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وقلة أنتاج الأوكسجين، كلها تسبب خللا في الصحة الجسدية، وهنالك الكثير والكثير من هذه الملوثات المنتشرة وبكثرة، دون أن نلحظ تنامي لعمل الإدارة في الجانب البيئي أو البدء في إيجاد حلول لهذه المأساة.

ولكل ما ذكرت من هذه الملوثات له أثره الخاص على الحالة الفيزيولوجية العصبية أو على الصحة العامة، ونجد الكثير منا يبحث عن مواطن صالح مستقر بمزاج هادئ في ظروف غير هادئة، وهذه تشبه قاتل الناطور دون الاكتراث للعنب.

ومن كل ما ذكرت لابد أن تبدأ الخطوات الجادة لخلق جو بيئي يليق بالحياة الإنسانية، بحيث نكون ضامنين لإنتاج أجيال مستقرة تضمن لنا الاستمرارية في المستقبل، فلا يوجد مواطن صالح بدون بيئة صالحة، ومن المستحيل ألا تنتج البيئة الصالحة مواطن صالح.