لكل السوريين

الأبطال العظماء يصنعون التاريخ

هناك من يقول الصراع الطبقي يصنع التاريخ، وآخر يقول بل صراع الجهد هو الذي يصنع التاريخ.. ومع اول رشفة من قهوة الصباح، وجدت نفسي أقول لا..

بل العظماء هم يصنعون التاريخ.. ودائماً هناك علاقة هناك علاقة بين صناعة التاريخ والعظماء؛ هذه العلاقة وثيقة ودائماً تثير سؤالاً موجباً: هل التاريخ يصنع العظماء أم أن العظماء هم من يصنعون التاريخ؟

وأحد العلماء يطرح عدة أسئلة (.. وهل ما يقوم به الأفراد هو الذي يمثل النبع بالنسبة للتاريخ وهو منبع التطور التاريخي؟، أم أن للتاريخ والحدث التاريخي سياقه وحياته وحراكه وقوانينه العامة التي تسبق أفعال الأفراد والعظماء وتؤسس لدورهم؟

غير أن الإجابة عن كل هذه الأسئلة ليست دائماً متاحة، تظل هذه الإشكالية التي هي إشكالية دور الفرد والعظماء ودورهم في صناعة التاريخ مثيرة للأسئلة ومفتوحة النقاش.

هناك حوارات كثرة في هذا المجال، فهناك من يعتقد ويرى أن التاريخ لا يمكن له ان يصنع هو نفسه العظماء، وأن الوقائع التاريخية تظل دائماً مجرد يصح ان تقع في أي زمان ومكان ما يضيف إليها ويكسبها نكهة تاريخية خاصة، ألا وهي ارتباطها بأشخاص هم ليسوا عاديين ولكنهم رجال عظماء.

لنأخذ الحروب مثلاً كأجوبة مثل حروب الإسكندر المكدوني، أو حروب نابليون أو حتى الفوهرر “هتلر”، فهذه الحروب كان طبيعياً أن تحدث وتقع، وأن تقع بين نفس الدول وفي ذات ونفس التاريخ لكنها أصبحت تاريخية وجزءً من التاريخ، عندما اقترنت بأسماء مثل هؤلاء القادة، فهم بمواقفهم وقراراتهم وسلوكهم وأقوالهم أعطوها وصبغوها بمثل هذه الصبغة.

لكن بمثل هذه الحالة لا يقتصر على الحروب والفتوحات وحدها فقط، بل يمتد طولاً وعرضاً ليشمل غيرها، مثل فترة حكم ملك من الملوك القدامى كحمورابي قديماً مثلاً أو رئيس من الرؤساء، بل وحتى الثورات فهي من الطبيعي أن تحدث، لكن ارتباط ثورة بزعيم يمتلك صفات مميزة يقود أمته للوصول بها إلى شاطئ الحرية والأمان، تلك الصفات المميزة تجعل ثورة هذا الزعيم أكثر تاريخية من غيرها من الثورات.

لكن أحياناً نجد أفراداً وزعماء يدخلون التاريخ بالقوة، وهؤلاء ما يمكن أن نطلق عليهم زعماء بالصدفة. ولا كل حدث يمكن أن يكون تاريخياً، فهناك شخوص وهم الغالبية العظمى والسواد الأغلب يعيشون التاريخ، وهناك ما يوجد على النقيض تماماً من هؤلاء يصنعون التاريخ الذي يعيشونه ويعيشه غيرهم فانتصب وأصنع التاريخ.