لكل السوريين

جمع الحطب والقمامة وسيلة يتبعها أهالي حماة لتوفير الدفئ

حماة/ جمانة الخالد

أدى نقص المحروقات للتدفئة في مدينة حماة وسط البلاد، إلى البحث عن حلول بديلة للتدفئة منها شراء الحطب، أما في ظل الحالة الاقتصادية السيئة بات الكثير من المواطنين عاجزين عن الشراء.

وبدا الكثير من أهالي حماة يعتمدون على الأحذية والحطب فيشعلون أثاث منزلهم أو يشعلون الأقمشة.

كم انتشرت مؤخراً ظاهرة جمع الأغصان اليابسة وعيدان الأشجار من الحدائق، وبعض الأهالي يضطرون للبحث عن الأخشاب حتى في مكبات القمامة، لتوفير مواد قابلة للاشتعال تعين عائلاتهم على مواجهة برد الشتاء، في ظل أزمة اقتصادية منهكة مستمرة منذ سنوات رافقتها مؤخراً أزمة محروقات هي الأسوأ في تاريخ البلاد.

ومع وصول سعر طن الحطب إلى 2 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل أجرة منزل لمدة سنة كاملة بحسب إفادات بعض الأهالي، وبالتزامن مع عجز الحكومة عن توفير المحروقات للسكان في مناطق سيطرته، بات كثير من الناس مضطرين لتخصيص ساعات عديدة لجمع الأخشاب من الحدائق والشوارع.

وبات الكثير من أرباب العوائل في حماة لجمع الحطب من الحدائق والدوارات خلسة خوفاً من البلدية التي تعاقب من يجمع الحطب من الحدائق، فيما يقول الكثير منه أن يجمع الحطب غير آبه.

ويضطر أهالي للبحث عن الخشب التالف في مكبات القمامة لتشغيل مدفأة البيت، كما أن هناك العديد من النسوة اللواتي ينبشن القمامة بحثاً عمّا يمكن بيعه، بسبب الظروف المعيشية المزرية.

ويعملن نساء في جمع كل ما هو قابل للاشتعال، من سعف النخل وثمار الصنوبر والسرو البري، ويأخذن منها ما يكفي لتدفئة منزلهن ويبعن الباقي للجيران بمبلغ 500 ليرة للكيلو الواحد.

وتشهد مناطق الحكومة أزمة محروقات حادة منذ أواخر العام الماضي، تسببت بشلل شبه تام في جميع القطاعات، وأسفرت عن توقف كثير من الفعاليات والصناعات والأعمال، ما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الأهالي، ترافق مع انهيار تاريخي في قيمة الليرة السورية.

ومع بداية العام الجاري ارتفع متوسط تكاليف المعيشة في سوريا إلى أكثر من 4 ملايين ليرة سورية لعائلة مكونة من خمسة أفراد، بعد أن كان في نهاية شهر أيلول الماضي أكثر من 3.5 ملايين ليرة سورية، بحسب دراسات.