تجمّع عشرات المحتجين في ساحة السيوف وسط مدينة جرمانا القريبة من دمشق، احتجاجاً على تفاقم أزمة الكهرباء والمياه، وانتقل المحتجون إلى ساحة الرئيس، وقطع محتجون آخرون الطريق الرئيسي للمدينة بالدراجات النارية، وأغلق أصحاب المحلات التجارية محلاتهم تضامناً مع المحتجين.
وأشار أحد المحتجين إلى أن “واقع الخدمات يزيد سوءاً يوماً بعد يوم، فساعات تقنين الكهرباء تصل إلى خمس ساعات مقابل أقل من ساعة وصل، تتخللها أعطال وانقطاعات، وهذا ينعكس على ضخ المياه ويفاقم المشكلة، في الوقت الذي لا تبدي السلطات فيه أية حلول في المدى المنظور”.
وانفضّت الاحتجاجات بعد تقديم وعود من مسؤولين عبر وجهاء المدينة، بالعمل على توفير الخدمتين خلال ساعات، وتوجه محافظ ريف دمشق إلى المدينة في محاولة لتهدئة الشارع، وتمّ وصل التيار الكهربائي في فترة التقنين كمحاولة لامتصاص غضب المحتجين.
وفي اليوم التالي، تجددت الاحتجاجات بعدما تبين أن الوعود لم تترجم إلى واقع، ونظّم عشرات المواطنين اعتصاماً ليلياً في ساحة الرئيس وسط المدينة، وقطعوا الطريق المحوري في عدة أماكن بالمدينة بالدراجات النارية، مما أسفر عن توقف حركة السير فيها.
ترقّب ومخاوف
أشارت مصادر متابعة في دمشق إلى وجود مخاوف لدى السلطات من امتداد احتجاجات السويداء إلى العاصمة عبر جرمانا لأن أغلب سكانها الأصليين ينحدرون من السويداء قبل أن تتحول إلى مدينة شديدة التنوع يقطنها سوريون من مختلف المحافظات، ونازحون وفدوا خلال الحرب، ومن البلدات المجاورة بريف دمشق.
وذكر أحد أبناء المدينة أن “جرمانا التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية وميليشيات محلية رديفة، تشكل قنبلة موقوتة كخزان بشري غالبيته من الفقراء الذين يعانون منذ سنوات من تردي الواقع الخدمي والحرمان من المياه والكهرباء”.
ومع أن هذا التردي يشمل جميع مناطق سيطرة الحكومة، إلّا إنه أكثر قسوة في جرمانا بسبب كثافتها السكانية العالية وإهمال الحكومة لمعاناة سكانها، حيث لا تزال الخدمات فيها تقدم وفق الإحصاءات القديمة التي تعود إلى فترة ما قبل الحرب، حيث كان عدد سكانها أقل من نصف مليون نسمة، في حين تشير الأرقام المتداولة إلى أن هذا العدد تجاوز المليوني نسمة حالياً من معظم المحافظات السورية، ورغم ذلك، لا تهتم السلطة لهذا المخزون البشري الضخم المجاور للعاصمة مما يرشح الوضع للانفجار في أي وقت.
يذكر أنه جرى حراك سلمي في جرمانا بالتوازي مع انتفاضة السويداء، إلّا أن السلطات واجهته بالترهيب والترغيب، وأرسلت محافظ ريف دمشق الذي هدد بالتصدي للحراك، كما قدم الوعود لوجهاء المدينة بخدمات مميزة، مقابل عدم دعم الحراك أو تشجيعه.