لكل السوريين

بين فاقد للذاكرة وفاقد لأهله.. تنوعت قصص المعتقلين المُفرج عنهم من سجون دمشق

يعد موضوع الإفراج عن المعتقلين الذي أعلنته حكومة دمشق قبل أيام الحديث الشاغل للمجتمع السوري بشكل عام، ولا سيما للعائلات التي ترجو لقاءً منذ أكثر من عقد من الزمان، وأخرى كان قد وصلها خبر بموته وإذا بها تلتقي بها بعد هذا الغياب.

وحتى اللحظة، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد وصل عدد المفرج عنهم إلى 960 شخصا، جرى اعتقالهم بقضايا مختلفة، أبزرها جنائية وأخرى اتهامات وأخرى دون تهم موجهة.

وتواصل أجهزة الحكومة السورية الأمنية عمليات الإفراج عن المعتقلين بموجب العفو الرئاسي الأخير، وبحسب توثيقات للمرصد السوري فإن تعداد المفرج عنهم في ارتفاع متزايد، وسيشمل أشخاصا من كافة المحافظات السورية.

وبلغ عدد المنشقين ممن أفرج عنهم بعد العفو الرئاسي 27 معتقلًا ينحدرون من مناطق بريف دمشق ودرعا والقنيطرة وحمص، بالإضافة إلى ما سبق، فإن الأجهزة الأمنية أجبرت المعتقلين المفرج عنهم ممن كانوا موظفين لدى الدوائر الحكومية بالتوقيع على أوراق تعهد بمراجعة الدوائر خلال مدة 15 يومًا أيضا على غرار المنشقين.

وفي خضم ذلك ألغت وزارة العدل في الحكومة السورية جميع البلاغات والإجراءات المستندة إلى الجرائم المنصوص عليها في قانون الإرهاب، وفق بيان أصدرته.

إلى ذلك، تتداول وسائل التواصل الاجتماعي قصصا تدمي الجبين لمعتقلين وعوائلهم، فبين من خرج فاقدا للذاكرة لا يعرف حتى اسمه، وآخر حافظ على ذاكرته إلا أنه فقد أهله، سواء هاجروا خارج البلاد، أو لقوا حتفهم أثناء خضم المعارك التي دارت في مختلف مناطق البلاد على مراحل متقطعة من العقد الأخير.

أبرز تلك القصص حدثت لمعتقل مفرج عنه من محافظة درعا، حيث التقى بولده تحت جسر الرئيس في العاصمة دمشق، إلا أنه لم يكن يعلم أن ولده هو الآخر كان يرجو لقاء والده، الوالد والابن أفرج عنهم بموجب العفو، لكن لم يكونان يعلمان بأنهما سيخرجان في ذات اليوم.

قصة أخرى هزت المجتمع السوري، إذ قال أحد المواطنين على منشور له على فيس بوك أنه التقى بأحد المفرج عنهم وطلب منه 100 ليرة ليصل لأهله في درعا، حيث أنه اعتقل عندما كانت الأجرة بين دمشق ودرعا 90 ليرة، أما الآن 10 آلاف.

قصص تتوالى أيضا، شاب يتجمهر حوله الكثير من الأهالي يروه صورا لذويهم المفقودين منذ بداية الأزمة في سوريا، إلا أنه لا يعرف أحدا منهم.

وتشير إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن 969854 ألف شخص بينهم 155002 مواطنة تم اعتقالهم منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011 من قبل أجهزة الحكومة الأمنية، بينما عدد المعتقلين المتبقين في سجون الحكومة بلغ 152713 بينهم 41312 مواطنة.

ويذكر أن أكثر من 105 آلاف معتقل قضوا تحت التعذيب في سجون الحكومة السورية من ضمنهم أكثر من 83% جرى تصفيتهم وقتلهم ومفارقتهم للحياة داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهرأيار/مايو 2013 وشهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015.