لكل السوريين

مشافي السويداء.. نقص في الكوادر الطبية والتجهيزات وفساد دون رادع

السويداء/ لطفي توفيق

تعاني مشافي محافظة السويداء من نقص كبير في الكوادر الطبية والتمريضية، وقلة الأدوية، وقدم الأجهزة الطبية، وخروج معظمها من الخدمة، وعدم توفر الأدوية الخاصة ببعض الأمراض مثل مرض الناعور، حيث يعاني مرضى المحافظة من عدم وجود الجرع المخصصة لمعالجته والتخفيف من آثاره في المشافي الحكومية، ووصول أسعارها خارج المشافي، إلى أرقام مرعبة، حيث تجاوز سعر الوحدة منه المليوني ليرة سورية، مما جعل مجرد التفكير بشرائه من قبل معظم أهالي المرضى حلماً غير قابل للتحقيق في ظل الأوضاع الاقتصادية المريرة التي يمرون بها، ودفع المرضى إلى الاعتماد على المسكنات وأكياس الثلج في محاولة لتأخير النزف، مع احتمال تفاقم وضعهم الصحي الذي يمكن أن يؤدي للوفاة خلال ساعات، ما إن يتفاقم.

ولا تقتصر معاناة المشافي والمرضى على نقص الأدوية والأجهزة الطبية فقط، فقد عجز مشفى “سالة” الحكومي بريف السويداء الشرقي، مؤخراً عن تقديم وجبة الغداء للمرضى بسبب عدم وجود الغاز.

وأكد مصدر من المشفى، أنه قدم وجبة الفطور، واعتذر عن تقديم وجبة الغداء بسبب عدم توفر الغاز، ولم توضح الإدارة أي سبب لعدم توفر مادة الغاز في المشفى.

أزمة الغسيل الكلوي

يعاني مرضى الفشل الكلوي في المحافظة من غياب خدمة غسل الكلى في مشفى السويداء نتيجة لتعطل معظم الأجهزة، وفقدان التجهيزات الطبية اللازمة لعمل جلسات الغسل والتنقية، وعدم توفر الأدوية الخاصة بالمرضى.

ويحتوي القسم الوحيد لمرضى الفشل الكلوي بالمحافظة، على ما يقارب 24 جهاز تنقية لا يعمل سوى ربعها فقط، وهو بحالة لا تلبي حاجة المرضى لتنقية الدم وسحب السوائل الزائدة في الجسم للتعويض عن عمل الكلى المتضررة.

ورغم الشكاوى المتكررة من هذا الواقع المرير، تلخصت الأجوبة بعدم إمكانية تجديد الأجهزة أو إصلاحها، لأن الشركة المصنعة لتلك الأجهزة ألغت اتفاقها مع وزارة الصحة لخلافات مجهولة، ولم تطرح الوزارة أي بديل.

وقد نفّذ مرضى الفشل الكلوي بالسويداء اعتصاماً أمام مبنى المحافظة، طالبوا فيه “بإنقاذ مرضى غسيل الكلى” ورفعوا لافتات كتب عليها، “أصلحوا أجهزة الغسل”، و”نحتاج دواء ورعاية صحيّة”، و”الموت يهدد المرضى”، واجتمع بهم المحافظ ووعدهم بمعالجة المشكلة خلال شهر ونصف الشهر، وهي مدة اعتبرها المرضى كافية لتدهور صحتهم، وربما لفتح أبواب الموت لهم في حال تأخيرها.

فساد مالي

تتحدث مصادر محلية مطلعة عن قضايا فساد مالي في مشفى مدينة صلخد، جنوب المحافظة، يقوم بها أشخاص في مراكز المشفى الإدارية.

وتشير المصادر إلى قيام هؤلاء الأشخاص بفض العروض المقدمة من قبل المستودعات الطبية بالمحافظة، وتمرير البضاعة غير المطابقة للمواصفات، أو ذات المواصفات الرديئة من التجار الذين يدفعون عمولات عالية.

ومن فضائح الفساد في المشفى عملية تزويده بكميات هائلة من الخيوط الجراحية غير المطابقة لمواصفات طلبات الشراء المدونة بناء على اقتراح قسم العمليات بالمشفى، لتتكدّس داخل المستودعات دون أي استعمال.

كما أشارت المصادر إلى أن الفساد شمل مواد الإطعام، وإصلاح الآليات، وسرقة كميات من المحروقات من خزانات المرآب.

ورغم وجود العديد من المذكرات الخاصة بجهاز الرقابة والتفتيش، حول العديد من قضايا الفساد في المشفى، لم يتم تنفيذ أي إجراء بحق أي من الفاسدين، لتستمر عمليات الفساد دون رادع، وتعمق معاناة المواطن الذي يزداد حرمانه من الخدمات الصحية الضرورية.