لكل السوريين

محافظة السويداء.. قلق من عودة عمليات الخطف

السويداء/ لطفي توفيق

تراجعت عمليات الخطف في محافظة السويداء منذ أن تم تفكيك وضرب العديد من العصابات المسلحة، إلّا أن العصابات التي لم يتم تفكيكها بعد تحاول تجديد نشاطاتها، ولكن الخاطفين لم يحققوا أطماعهم في الحصول على الفدية المالية، بسبب مواجهة المجتمع المحلي لنشاطهم الإجرامي، حيث تم توثيق حادثتي خطف في شهر آب الماضي وإطلاق سراح المخطوفين دون مقابل مالي، نتيجة لتعرض الجهات الخاطفة لضغوط من الفصائل المحلية التي أعلنت أن أي شخص يثبت تورطه في عملية خطف سيتم التعامل معه بكل حزم، وسيكون هدفاً للفصائل.

كما خطف مسلحون أحد أبناء بلدة محجة في ريف درعا، بعدما استدرجوه إلى السويداء وطلبوا فدية مالية كبيرة لإطلاق سراحه، واضطروا للإفراج عنه بعد يومين دون مقابل لنفس السبب.

ومثل ذلك حصل لمواطن من محافظة حمص، حيث استدرجته عصابة خطف بحجة العمل، وأطلقت سراحه دون أن تحصل على الفدية التي طلبتها، وتوجهت عائلته بالشكر لأهالي السويداء الذين ساهموا في تحريره.

تجدد نشاط العصابات

‏تركزت عمليات الخطف القليلة المتبقية في منطقة اللجاة شمال غربي المحافظة، حيث تنشط عصابة مشتركة افرادها من درعا والسويداء.

ووقعت مؤخراً حالة خطف جديدة لأخوين من مدينة حمص حيث انقطع الاتصال معهما فور وصولهما إلى السويداء.

وحسب مصدر مقرب من المخطوفين، فقد وصلا إلى مدينة السويداء، بعد اتفاقهما مع شخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي على القدوم لاستلام ورشة بلاط وسيراميك بأجور مغرية.

وأوهمها صاحب الحساب المجهول أن الأوضاع الأمنية تحسنت في السويداء بعد القضاء على العصابات، واستدرجهما بالحيلة مستغلاً ظروف المعيشية القاسية التي يمر بها معظم السوريين.

وبعد وصولهما إلى كراجات السويداء، انقطع الاتصال معهما، وتواصلت الجهة الخاطفة مع ذوي الشابين عبر الواتساب من رقميهما، وطلبت فدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي مقابل إطلاق سراحهما.

وناشدت عائلة المخطوفين الفعاليات الدينية والاجتماعية في السويداء البحث عنهما وتخليصهما، وقالت “لو كان لدينا هذا المبلغ لما ذهب الأخوان إلى محافظة ثانية للعمل بمهنة شاقة”.

يذكر أن الفصائل المحلية في السويداء كانت تتحضر لاستكمال تفكيك ما تبقى من العصابات، واصطدمت برفض عائلات بعض المتورطين رفع الغطاء عنهم، خصوصاً في مدينة السويداء، مما أدى إلى تعليق متابعة عملية التفكيك.

ورغم إعلان هذه العائلات قبولها بحكم القضاء على المتورطين من أبنائها، إلّا أنها لم تبادر إلى تسليم أي منهم من إلى الجهات القضائية، مما أثار قلق الأهالي من استمرار نشاط العصابات المتبقة، وتفريخ عصابات جديدة في المرحلة القادمة، ما لم ينجح المجتمع المحلي في خلق آلية فعالة لردع العصابات على المدى الطويل.