لكل السوريين

وسط صحراء قاحلة.. قاطنو مخيم الركبان يواجهون العطش والبرد سويًة

يعاني قاطنو مخيم الركبان من صعوبات بالغة في تأمين المياه، حيث يتم تزويد المخيم بالمياه من الأراضي الأردنية من آبار ارتوازية وبعدها يتم ضخ تلك المياه إلى خزانات تجمع أيضا ضمن الأراضي الأردنية ليتم معالجتها بمادة الكلور ثم يتم ضخها إلى خزانات وعددها خمسة مرتفعة عن الأرض تقريبا بمسافة 20 متر.

ويتم بعدها بعد فتح تلك الخزانات بعد تعبئتها وتوزيع المياه على المشارب الموجودة بالقرب من المخيم ليقوم بعدها الأهالي بتعبئة المياه بطرق بدائية، الأمر الذي يزيد من معاناة الأهالي داخل مخيم الركبان وخاصة مع قدوم فصل الشتاء الذي يشكل معاناة إضافية للأهالي من صعوبات في نقل المياه، وارتفاع أسعار وسائل التدفئة والمحروقات.

ووصل سعر الكيلو الواحد من حطب التدفئة داخل المخيم بـ 650 ليرة سورية، أما المازوت، فيبلغ سعر الليتر الواحد 4000 ليرة سورية، حيث أن غالبية الأهالي المشردين النازحين لا يستطيعون شراء الحطب والمازوت، لا للتدفئة ولا لاستخدامه في الطبخ.

وينشغل الأطفال في مخيم الركبان طوال نهارهم بعيدًا عن مقاعد الدراسة بعمليات البحث في بقايا النفايات عن مواد قابلة للاشتعال لاستخدامها من قِبل ذويهم في عمليات الطهي، في الوقت الذي يجب أن يكونوا ضمن المقاعد الدراسية، في ظل تهميش المخيم وغياب دور المنظمات الإنسانية.

يؤوي المخيم الذي تأسس عام 2014 ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن، نحو عشرة آلاف نازح حالياً، من نحو أربعين ألفاً كانوا يقطنوه قبل سنوات وقد وفدوا إليه تباعاً هاربين من المعارك على جبهات عدة في طريقهم الى الأردن. لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين قرب الحدود.

ويقع المخيم ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلومتراً أقامها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأنشأ فيها قاعدة التنف العسكرية.

وبدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصاً منذ إعلان الأردن منتصف 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة. وزاد الوضع سوءاً مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماماً.

وتقتصر الخدمات الطبية على مستوصف وممرضين يقدمون إسعافات أولية بغياب أطباء أو جراحين. أما “خيم التعليم فمهترئة والغرف المبنية من تراب بحاجة إلى ترميم”.

ويعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على طرق التهريب لإحضار بضائع تُباع بأسعار مرتفعة تفوق قدرة معظمهم. واضطر كثر الى بيع ممتلكاتهم من سيارات أو مزارع أو عقارات لتأمين الأموال، وفق الخالدي، بينما يعتمد بعضهم على أموال يرسلها أقاربهم بين الحين والآخر.

بعدما غادر الآلاف على مرّ السنوات هرباً من الظروف المعيشية الصعبة، فتحت دمشق في شباط/فبراير 2019، باب العودة أمام الراغبين. وتم تنظيم عمليات نقلهم إلى مراكز إيواء.

وأحصت الأمم المتحدة منذ آذار/مارس 2019 مغادرة 20106 أشخاص “طوعاً” إلى مراكز إيواء في حمص (وسط)، ووفّرت مع الهلال الأحمر السوري الدعم لنقل 329 شخصاً منهم، فيما غادر الباقون بطرقهم الخاصة.

وأدخلت الأمم المتحدة في 11 أيلول/سبتمر قافلة مؤلفة من خمس شاحنات “لدعم العائلات التي تسجلت طوعاً لمغادرة الركبان”، لكن بضعة أشخاص تصدوا للقافلة ومنعوها من إتمام مهمتها.