لكل السوريين

طبول الحرب تقرع بين إسرائيل وحزب الله.. فهل تقع الحرب فعلاً؟.. أم هي محاولة لتثبيت معادلة الردع بين الجانبين

كشفت تقارير صحيفة إسرائيلية عن سيناريوهات متوقعة يستعد لها الجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله اللبناني، حيث تتزايد احتمالات نشوب حرب أخرى بين إسرائيل والحزب نظراً لتزايد الحوادث على الحدود الشمالية في الأشهر الأخيرة، واستمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل بشأن الإصلاح القضائي.

وأشارت التقارير إلى أن الحرب هذه المرة ستكون متعددة الجبهات ومتداخلة، ومن غير المستبعد أن تنضم غزة إليها، وأن تتصاعد الهجمات والعمليات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى هبة متوقعة داخل الخط الأخضر وأراضي عام 1948.

وحسب التقارير، يساهم السيناريو “الخطير والمرجح” في تخوف المنظومة الأمنية من تمكن حزب الله وإيران وأتباعهم من ضرب منشآت استراتيجية في إسرائيل، مثل محطات الكهرباء ومحطات توليد الطاقة بشكل يجعل إسرائيل تعيش في الظلام لساعات طويلة، ويشوش على الاتصالات فيها بما يضعف قدراتها الدفاعية.

كما أشارت التقارير إلى أن إسرائيل ستحتاج إلى التعامل مع عدد غير مسبوق من الصواريخ التي يتم إطلاقها على أراضيها بشكل يومي، واحتمال أن تضطر قواتها الأمنية إلى التعامل مع عدة اضطرابات داخلية في الوقت نفسه.

رسائل ومتغيرات

وفقا لتقديرات مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، تشير الأحداث الأخيرة إلى تآكل الردع الإسرائيلي ضد حزب الله وشركائه من الفصائل المسلحة بالإقليم، ويدعو المركز إلى نقاش معمّق وشامل للأجهزة الأمنية والعسكرية من أجل صياغة استراتيجية لتقوية الردع ضد هذا الحزب الذي يهدد إسرائيل.

وحسب المركز، تواجه إسرائيل وضعاً معقداً بشأن كيفية تعزيز الردع ضد حزب الله وحماس في لبنان دون أن يؤدي ذلك للانزلاق إلى حرب شاملة، ولكنها تمتلك القدرة على المناورة واختيار التوقيت المناسب للمواجهة مع حزب الله والاستعداد لعواقبها وتداعياتها.

ومع ذلك يرى محللون عسكريون أن إسرائيل باتت قلقة من تعزيز محور حزب الله وحماس لتواجدهما جنوب لبنان.

ويعتقدون أن نصر الله الذي اعتمد سياسة الهدوء والاستقرار على الحدود الشمالية اللبنانية، تراجع عن هذه السياسة عندما كانت إسرائيل توجه ضربات في لبنان، مما ساهم بتصعيد التوتر الذي اقترب في بعض حالاته من وقوع مواجهة عسكرية عند النقاط الحدودية مع لبنان.

ويشير المحللون إلى أن حزب الله وإسرائيل حافظا منذ حرب لبنان الثانية على الهدوء والامتناع عن المواجهة العسكرية والانزلاق نحو حرب شاملة، ولكن مناورات الحزب الأخيرة تضمنت رسالة مبطنة لإسرائيل توحي بتغيير نهج الحزب فيما يتعلق بسياسة الهدوء على الحدود اللبنانية في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل والاحتجاجات المتواصلة ضد خطة حكومة نتنياهو لإصلاح جهاز القضاء، وتعميق الشرخ بالمجتمع الإسرائيلي والاستقطاب السياسي، واحتمال قيام الحزب والفصائل المسلحة الأخرى بعمل ما ضد أهداف إسرائيلية.

مناورات متبادلة

أجرى الجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الماضي مناورات واسعة على حدود لبنان وشملت سهل الحولة والجولان.

وسبق أن أجرى في أواخر أيار الماضي مناورات عسكرية شاملة تحاكي حرباً متعددة الجبهات تشمل لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية.

وشاركت في هذه المناورات أذرع الجيش البرية والجوية والبحرية، وشملت تدريبات تحاكي إدارة عمليات الجيش من قبل هيئة الأركان العامة.

وبالمقابل، حملت المناورات العسكرية التي أجراها حزب الله شهر أيار الماضي رسائل تحذير لإسرائيل من أي محاولة لضرب الأراضي اللبنانية.

ونشر الإعلام الحربي التابع للحزب مشاهد تعرض للمرة الأولى عن منظومة “ثار الله” للصواريخ الموجهة، ضمن تدريبات عناصر الحزب على السلاح المضاد للدروع.

وأكد أحد  قادته في تصريحات إعلامية “أن الحزب أكمل التحضيرات والمعدات اللازمة لترجمة وعد أمينه العام حسن نصرالله، بأن يرى العالم على الهواء مباشرة هزيمة الجيش الإسرائيلي في أي مواجهة مقبلة” .

ورغم كل هذه الأعمال الميدانية والتصعيد المتبادل، يرى محللون عسكريون أن مناورات حزب الله، وما سبقها من تهديدات ومناورات عسكرية إسرائيلية، قد تسهم في تثبيت معادلة الردع بين الجانبين وعدم رغبتهما بالانجرار إلى حرب شاملة رغم تصاعد حالات التهديد الحالية بينهما. وقد يواصل الطرفان التحركات المشابهة لهذه المناورات، أو تنفيذ عمليات عسكرية محدودة، مع استمرار زيادة الجاهزية لديهما لاحتمالات وقوع مواجهة بينهما نتيجة خطأ في الحسابات من أي منهما.