لكل السوريين

تعرّف على قلعة “أبو قبيس” في حماة.. هل سمعت بها من قبل؟

حماة/ جمانة الخالد

تتميز قلعة أبو قبيس بموقعها الفريد، حيث تقع القلعة في مدينة حماة التي تعد من أكثر من المدن التي تحتوي على مواقع أثرية ترجع إلى فترات زمنية مختلفة، حيث احتوت مدينة حماة على العديد من القلاع والحصون، حيث تعد ثاني المدن السورية التي تحتوي على عدد كبير من تلك القلاع، حيث تبعد مدينة حماة عن دمشق حوالي 230 كيلو متراً.

وتقع قلعة أبو قبيس في منطقة تسمى الغاب، حيث تقع القلعة فوق مرتفع جبلي عالي، حيث يتبع هذا الجبل لقرية أبو قبيس، حيث كانت تحتوي تلك القلعة على جبل يحمل اسم القرية على محمية ونهراً، كما احتوت تلك القلعة على وديان بين الجبال، حيث تتنوع المناظر الطبيعية حول القلعة، حيث تشكل الوديان صخور الكارست وكذلك تحتوي على أشجار وينابيع دائمة الجريان.

تتمتع بموقع استراتيجي يسمح لها بأن تكون نقطة اتصال ومراقبة بين وادي العاصي شرقاً وشمالاً حيث توجد قلعة شيزر وحماة وأفامية وقلعة المضيق واللاذقية وجبلة في الساحل السوري، غرباً، ومصياف جنوباً، وليس ثمة تحديد دقيق لزمن بنائها، ولكن أكثر المصادر ترجح أن بنا القلعة يعود للعصر الروماني ضمن إطار القلاع التي قام الرومان ببنائها على القمم الغربية للجبال الساحلية، وقد بنيت القلاع البيزنطية على غرار القلاع الرومانية في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين.

كان من الصعوبة تحديد الفترة الزمنية التي تم فيها بناء قلعة أبو قبيس، حيث بينت بعص المصادر أن الرومان هم كان أول من قاموا ببناء القلعة ووضعوا حجر الأساس فيها، لكن مخطط القلعة في الوقت الحالي يشابهه مخططات القلاع التي تعود للفترة البيزنطية، حيث يرجح أن البيزنطيون قاموا بتجديد القلعة وإعادة تقسميها في القرن العاشر وذلك بعد سيطرتهم على القلعة في تلك الفترة.

وقد خضعت القلعة للعشائر الجبلية العربية التي سيطرت على القسم الجنوبي من جبال بهرا وتنوخ، وخضعت لسيطرة الحمدانيين والمرداسيين، ثم خضعت لسيطرة البيزنطيين بعد اتفاقية عام 359هـ/970م التي رسّمت حدود النفوذ بين القوتين على مسار العاصي الأوسط.

يتبع تخطيط القلعة وعمارتها نمط العمارة الحربية العسكرية التي وجدت في سورية خلال القرن الثاني عشر، حيث تشبه من حيث التخطيط قلعة صلاح الدين، وذلك من حيث التحصين الداخلي والخارجي، وكذلك البناء تم بطريقة منيعة جداً وذلك بسبب استخدامهم الأبراج الدرائرية والمربعة، كما كان مسقط القلعة يأخذ شكلاً بيضاوياً وتحيط بالقلعة الأسوار وخاصة السور الخارجي الكبير.

ومازالت القلعة، على الرغم من الجهود التي بذلت مؤخراً في سبيل إظهارها وكشف العناصر المعمارية المكونة لها، تحتاج إلى مشاريع ترميم وإظهار مركزها، وإلى إجراء العديد من الدراسات المعمارية بهدف إظهار مميزاتها.