لكل السوريين

معلم أثرى من بلادي السوق المقبي في جبلة

مدينة جبلة ملكة متوجة على عرش ساحل البحر الأبيض المتوسط، تمتلك طبيعة خلابة ومعالم أثرية قديمة عريقة، ومن هذه المعالم سوقها الشعبي ما يعرف (بالسوق المقبي) أو سوق التجار حاليا، وتقسم جبلة القديمة إلى حيين: حي الصليبة الواقع في الجهة الشمالية من المدينة وهي الجامع الواقع في الجهة الجنوبية والحد الفاصل هو شارع علي قاسم مقابل السرايا المؤدي من المرفأ والميناء القديم باتجاه الشرق.

الأسواق القديمة غالبيتها واقعة في الجهة الشمالية ضمن حي الصليبة وغالبا واقعة في الجهة الغربية والجنوبية الغربية لمسرح جبلة الذي يعود تاريخه للعصر الروماني والأسواق القديمة واقعة في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة جبلة القديمة وهي تعود للفترة العثمانية ومن المباني القديمة الموجودة في السوق من الجهة الغربية لمسرح جبلة هو خان بيت عامر والسوق الأساسي يقع في الجهة الشمالية والسوق الأساسي يعرف بسوق البيض ويسمى حاليا السوق (المقبي) وتسميته بسوق البيض تسمية قديمة حسب الروايات الشعبية المتداولة تعود لكونه مركزا لتجميع البيض لكل منطقة جبلة وهذه التسمية بسوق البيض يقال أطلقت عليه في العهد العثماني لكنها غير مؤكدة وما يميز الأسواق القديمة ببعض المحلات المقبية بشكل عقود هذا ما يؤكد بناءها في الفترة العثمانية وبعض المحلات تم بناؤها في فترة الخمسينات بشكل عام هذه الأسواق بناؤها يتماشى مع تنظيم المدينة خلال الفترة المملوكية ويغلب على مدينة جبلة القديمة كبناء الطابع المملوكي العثماني.

وهناك تفرعات للأسواق منها سوق الحدادين، الخياطين، الصاغة، السكاكين وللأسف معظم هذه المهن انقرضت، والأسواق الموجودة حاليا هي تخديمية للمواطنين فيها غالبية المنتجات التجارية التي تتماشى مع العصر ومن الصناعات التي حافظت على حالها إلى حد ما صناعة السكاكين أي تصليحها وأيضا يوجد سوق الخياطين وصناعة الحذاءان حتى الآن وهي يدوية.

أما بالنسبة للقسم الجنوبي في المدينة هو سوق الصاغة الموجود حاليا ضمن مبنى السرايا القديمة ويعود زمن المبنى للفترة المملوكية وأيضا تشتهر مدينة جبلة بصناعة الصابون المصنوع من زيت الغار وزيت الزيتون والحلويات التي تشتهر فيها جبلة: الحلاوة، الراحة، الكنافة، البوظة.

ان السوق المقبي قديم من قدم المدينة القديمة، شكله وتصميمه قديم، تطور في أيام العثمانيين وحدث تدخل بين السكن والمحال التجارية حيث تم وفي السنوات الأخيرة تحويل بعض المنازل إلى محلات تجارية وفي هذا القسم الشريحة المطلة على ساحة مول جبلة يبلغ عدد المحلات التجارية في السوق ما يقارب (200) محل ويترتب عليهم رسوم خدمات ونظافة للبلدية.

في عام (2008) قامت البلدية بتنفيذ مشروع واجهة موحد خشبي يتلاءم مع المدينة القديمة من مظلات وأبواب خشبية ورصف بازلتي لجزء كبير داخل السوق بالإضافة لشبكة صرف صحي وهناك مظلات نفذت لمحال تجارية بعض التجار ساهموا ماديا في تنفيذها.

السوق المقبي انه سوق عريق وقديم وشاهد على مراحل زمنية كثيرة وكان حاضنا لمهن عديدة ومصدر رزق للمواطنين فهو سوق شعبي ما يميزه عن غيره يجمع جميع أنواع المهن والتجارة حبذا لو يتم العمل على إحياء المهن التي انقرضت والاهتمام به كغيره من الأسواق القديمة الموجودة في بلدنا، تعد الأسعار في السوق المقبي في جبلة رخيصة مقارنة بالمحال في الأسواق المجاورة.

يقصد أهالي جبلة مدينة وريفا السوق المقبي فيها، الذي اشتهر ليس كسوق أثري فحسب، بل لأنه يضم مختلف أنواع البضائع الشعبية بأسعار قليلة أو متوسطة.

ينظر أهالي جبلة إلى السوق المقبي كذاكرة وتراث، فهو من أوائل أسواق المدينة وأقدمها، وحافظ على توازن الأسعار جامعا للشريحتين المتوسطة والفقيرة، بينما كانت الشرائح الأكثر غنى تذهب إلى المحال التجارية وسط المدينة، حيث تتوفر البضائع، وبأسعار تفوق مئات ألوف الليرات للقطعة الواحدة من الملابس.

يعتبر السوق المقبي أحد أهم المعالم الأثرية في المدينة، ويتميز ببعض المحال المقببة، ما يشير إلى أن بناءه تم في العهد العثماني، وذكر أن بعض المحال التجارية فيه بنيت في خمسينيات القرن الماضي، كما أن بناءه يتماشى مع تنظيم المدينة خلال العهد المملوكي، وقال إن مدينة جبلة يغلب عليها البناء بالطابع المملوكي العثماني.