لكل السوريين

كل ما نحتاجه.. إخطبوط وغجرية!

لطفي توفيق

نحتاج، فيما نحتاج، في زمننا هذا.. أو في القريب العاجل

إلى أمرين اثنين:

إلى إخطبوط.. أو أكثر.. مثل إخطبوط الرياضة الإفريقي..

أو من أقاربه.. وأبناء عمومته.

وإلى غجرية .. أو أكثر.. مثل غجرية الأنبار..

أو من أقاربها.. وأبناء عمومتها.

غجرية الأنبار تحدث زوارها عن مستقبلهم بدقة.

ولم يخطئ فنجانها أبداً..

وإخطبوط الرياضة الإفريقي..

لم يخطئ مرة واحدة في حدسه.. وتوقعاته..

ولا خذل.. مرة واحدة.. الذين بشّرهم بالنصر..

والإخطبوط في ذاكرتنا..

لا يشبه في كثير أو قليل.. إخطبوط الرياضة الإفريقي

القابع على استحياء في حوضه الأنيق.

وليس لطيفاً إلى الحد الذي رأيناه على الشاشات..

للإخطبوط في ذاكرتنا.. أذرع كبيرة.. وكثيرة.. وخطيرة..

يخبط بها خبط عشواء كيفما اتفق.. وأينما حل.

ومن ساقه قدره البائس إلى الوقوع بين هذه الأذرع الكثيرة.. والخطيرة..

لا يبقى أمامه قدر.. ولا بؤس.. ولا مقدرات.

ولا أدري منذ متى تسلل هذا الإخطبوط من ذاكرتنا.

واجتاح أيامنا.. وأفراحنا.. ولقمة عيشنا.. وبسمات أطفالنا

وصار لا يخبط خبط عشواء كما كان في الذاكرة.

صار يخبط خبط ذكاء..

ومع كل “خبطة” يقتل الحلم.. والأمل.. في آلاف العيون..

ويطفئ البريق في آلاف الأحداق

ويترك الآلاف دون حلم.. وربما دون أحداق.

نحن بحاجة إلى إخطبوط أو أكثر..لا يشبه إخطبوط ذاكرتنا..

ولا إخطبوطات واقعنا..

بل يشبه إخطبوط الرياضة الإفريقي..

أو من أقاربه.. وأبناء عمومته.

لعله يعلمنا فن السياسة.. ويدربنا على الحدس الذي لا يخطئ

وإلى إخطبوط أخر في مجال الثقافة..

وإخطبوطات آخرين في مجال الإعلام المرئي.. والمسموع.. والمقروء.

لعلّه.. أو لعلّهم.. يعلمنا.. أو يعلموننا بالحدس، والتوقعات.. كيف يمكن أن نتخلص من الإخطبوطات.. أو الإخطباطيين.. أو..

لا أعلم كيف  يمكن أن تجمع أو تطرح هذه المفردة في لغتنا.. ومن قواميسنا.

ولعلّه.. أو لعلّهم.. يريحنا.. أو يريحوننا ولو قليلاً..

من الحالة الإخطبوطية التي أطبقت على البشر والحجر

في بلاد العم مضر وقحطان.. وإياد عدنان.. وقُذاعة وغسان..

وخُزاعة وكنعان.. وعبس وذبيان..

وفلان.. وعلاّن

أما عن حاجتنا لغجريّة الأنبار..

فله شجون أخرى.