لكل السوريين

حدائق مدينة “الرقة” العامة مهملة

للحدائق العامة أهمية بيئية وجمالية وصحية وأخرى زراعية، وتعتبر الحدائق العامة رئة المدينة، فهي واجهة جمالية هامة للبيوت والمباني العامة منها والخاصة وكذلك الشوارع، والحدائق العامة تعتبر سمة حضارية تعبر عن اهتمام الشعوب بإبراز الجمال وبذل الجهد في البحث عن فسحة جميلة للرفاهية وقضاء الوقت الممتع.

وكما أسلفنا الحدائق العامة هي رئة المدينة، فالحفاظ عليها واجب وطني وضرورة ملحة في ظل توافرها والمسطحات الخضراء وهي تعتبر من أساسيات تخطيط المدن، التي تقوم وتعمل البلديات على تشيدها كي تصبح مرافق عامة للمدن المنشأة حديثاً، فتكون منتزهات أي أنها معدة للنزهة وقضاء أيام العطل للراحة والترفيه، كما ان هذه المنتزهات تكون أماكن خاصة لممارسة بعض أنواع الرياضة، مثل رياضة المشي والهرولة أو الجري، في أجواء نقية مشبعة بالأوكسجين الذي تطلقه الأشجار والنباتات، كما يستطيع الأطفال ممارسة ألعابهم في جو آمن ونقي.

وللحدائق العامة التي تعبر رئة المدينة فلها أهمية بيئية، حيث يكون الهواء نقياً ومشبع بأكاسيد الكربون وثاني اكسيد الكبريت، فالمساحات الخضراء تخفف من الملوثات بقيام النباتات بامتصاص الغازات الضارة وإطلاق الأكسجين، من خلال عملية التمثيل الضوئي، وتشكل الحدائق مكاناً للطيور والفراشات، كما ان الحدائق تزيد من المساحات الخضراء، وتشكل نقاط جذب سياحية لمختلف الأشخاص من الداخل والخارج.

الرقة مدينتنا الحوراء، حيث تنتشر بها الغابات الاسمنتية والاسفلتية والحفريات، التي تطلق آلاف الأطنان من الغبار والأتربة في الهواء وخاصة من كثرة السيارات التي تملأ الشوارع المغبرة، وهذه الأتربة يستنشقها البشر، وغالباً ما تكون محملة بالفيروسات والبكتريا الضارة، ومن حدائق الرقة الستة لا نجد إلا حديقة واحدة حالتها جيدة لكنها لا تفي بالواجب، اما الحدائق الخمسة الأخرى نجدها مهملة سياجاتها مكسرة. بعضها مرتع للمسيئين، وبعضها الآخر مكان لإصلاح السيارات، والبقية مهملة جداً لا سقاية ولا نظافة مثل حديقة حي الثكنة.

نقول لقد مر على تحرير الرقة سنوات، ولقد حان الوقت لأن تعي بلدية الرقة ومهندسوها ومخططوها أن جمال المدن وجمال مدينة الرقة وحضارتها يكمن في خضرتها وحدائقها، وفي مياهها ونوافيرها بالإضافة إلى نظافتها وحسن تنظيمها، والرقة تذرف الدمع على جمال فقدته، فلنعمل جمعياً على مسح هذه الدموع ببناء وتنظيم الحدائق والنوافير ونعيد مجدها الغابر، كي تكون درة الفرات أم المدن الجميلة.