لكل السوريين

من العشائر السورية عشيرة “الأكراد المليّة” في الرقة

يتوضع سكن عشيرة “الأكراد” في وسط مدينة “الرقة” إلى جوار عشيرة “البكري”، وما تزال مضافتهم عامرة منذ تأسيسها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى حينه، وتعتبر من كبرى عشائر مدينة “الرقة”، وهم من أوائل من سكن فيها بعد إعادة إعمارها في القرن التاسع عشر.

وقد أنجبت كبار الشخصيات الفنية والأدبية، ويقال إن “طه الحمد” وهو أحد أجدادهم، كان ينزل إلى جوار شيوخ “الولدة”، فدق القهوة هناك، وفي اليوم التالي قيل لشيخ “الولدة”، جاء من ينافسك على زعامة المنطقة، وعلى إثرها رحل باتجاه مدينة “الرقة”، واستقر فيها. عُرف عن أفراد العشيرة حبهم للعلم، وميلهم للمعرفة والفن بأشكاله المتعددة، وتمتعوا بخصال الكرم والشجاعة.

وللحديث عن عشيرة “الأكراد المليّة”، تحدث المهندس الاستشاري “عادل القاسم”، وهو أحد أبرز شخصيات العشيرة حالياً قائلاً: تاريخياً عين “عبدي باشا” والياً على “الرقة” سنة /1785/م، ثم عين بعده ولده “تيمور باشا” سنة /1792/م، فوطن هذا عشائر المليّة، وجعلهم من إسكان “الرقة”، وبقي والياً على “الرقة” إلى عام /1803/م، جاءت عشائر “المليّة” من منطقة “ويران شهر”، وبعضهم من “أورفه”، وصار يُطلق عليهم “سرحد قولي”، أي جنود الحدود، وبما أنهم يتبعون لـ”تيمور باشا”، فقد أطلق عليهم “يرلي قولي”، أي جنود الباشا.

لم تكن لـ”تيمور باشا” عشيرة كبيرة، فألف من الأكراد والعرب والتركمان عشيرة سماها “هزار ملة” أي ألف ملة، ثم كوّن من رؤساء العشائر مجلس شيوخ سماه “كم نقشان”، أي مجموعة الأختام، وعرف هذا الحلف بحلف “الأكراد المليّة”، وهم من العرب “الجبور” و”عدوان، و”قيس”، وعرفوا بالـ”قول”. ويعرف عن عائلات “الأكراد المليّة”، “الجرف”، و”الحميدي” و”الغبن”، و”الكاطع”، أنهم من أوائل من سكن مدينة “الرقة”(داخل الاسوار الأثرية وليس محافظة تلرقة)، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ثم تبعهم “الشبلي السلامة” من “الدليم”، و”الرمضان آغا”، من عشيرة “الدجرلي”، من أهل “الجلاب، و”البكري” من طيء، وكونوا حلف “الأكراد”، الذي ترأسه “حمود الجرف الطه”، في مواجهة حلف “العشاريين” الذي تزعمه “عبد الله علوش العجيلي”».

وحول نسب “الأكراد المليّة”، يقول الباحث “محمد عبد الحميد الحمد”: «هذه العشيرة تنتسب إلى جدهم الأعلى “أوسو”، أحد أفراد عشيرة “الكم نقشان”، وهم جزء من تحالف عدّة عشائر عربية وكردية وتركمانية ويزيدية، يزيد عددها على /31/ عشيرة أطلق عليها “تمر باش الملّي”، عام /1793/م اسم “هزار ملة”، أي ألف ملّة، وعرفت عند “الأكراد” بالـ”مللو”، وعند العرب بالمليّة، وهم يعيشون حول بلدة “ويران شهر”، بلدة “تمر باش الملّي”..